تعد محافظة الوادي الواقعة شمال شرق الصحراء الجزائرية واحدة من أبرز الولايات في البلاد، وقد اكتسبت تسميتها من اندماج معنى "وادي" الذي يشير إلى وجود مجرى مياه تحت طبقات رملية، بالإضافة إلى لفظة "سوف"، التي لها جذور متعددة حسب مختلف الروايات التاريخية والثقافية. يعود تاريخ هذا الاسم إلى فترة الاستيطان البدوي عندما لاحظ السكان تجمع الرمال حول منابع صغيرة للمياه، مما دفعهم لتسميته بوادي نسبة لشابه النهر بالأودية. أما بشأن أصل كلمة "سوف"، فقد اقترح الباحثون تفسيرات متنوعة تتعلق بموقع المنطقة الطبيعي -تشبيهها بالسيفة بسبب ظهور الكثبان الرملية ذات الحواف الشائكة-, ولغات قبيلة تارقة البربرية القديمة, واستخدام الصوف كمصدر للدفء والحماية لدى سكان المنطقة, وصوفيتهم الدينية وهجرتهم نحو تلك المقاطعة النائية خلوًا لسكونها وعدم ازدحام الحياة فيها.
تحظى المحافظة بتاريخ معماري غني يعكس تأثير حضارات قديمة مثل الرومان الذين تركوا بصمة واضحة عبر مشروعات هندسية ضخمة مثل بناء آبار محفورة بشكل فني ضمن حجارة مصقولة بدقة شديدة لجذب واحتفاظ تجار الرحلات التجارية الرئيسية للقافلة الرابطة لعين صالح بغدامس الليبي. علاوة على ذلك، تتميز المحلية بوجود ثلاثة مواقع دينية مقدسة ترتادها العائلة المسلمة طوال فترات مختلفة خلال العام؛ بما في ذلك مسجد الشهيد علي بن عبد الله بن جعفر المدفون مؤقتًا قبل دفنه النهائي لفاس بالمغرب، والمعروف أيضًا باسم الجامع الأكبر "جامع سيدنا أبي مسلم", وجوقة سماحه الشيخ سيدي مسعود, ومزار أبو حفص عمران المعروف محليا بزاوية سيدي الحسن.
