تتنوع وتزداد ثراءً معالم تونس الأثرية، وهي شهادةٌ حيّةٌ على حضارات متعددة تركت بصماتها هنا عبر آلاف السنوات. كل معلم من هذه المعالم يحكي قصة خاصة، ويعكس تنوع التجارب الإنسانية والثقافية التي طبعت مسيرة البلاد. دعونا نستعرض بعضًا مما يجعل تونس واحةً فريدةً للتاريخ والفنون والمعمار.
مسجد الزيتونة: قلب مدينة تونس النابض بتاريخه الإسلامي العريق
يُعتبر مسجد الزيتونة تحفةً معماريّة تتجاوز جمالها الخارجي لتصل إلى عمق تاريخها الطويل. يعود تاريخ إنشاء المسجد إلى القرن الثامن الميلادي، وبشكل خاص سنة 732 ميلادية. تصميم المسجد بسيط ولكنه مدروس بدقة ويتضمن مميزات مميزة مثل فناء ضخم لاستيعاب جموع المصليين وإطلالة خلابة على المدينة. يعدُّ أحد أكثر المواقع الدينية شهرة ودلالات رمزية في الثقافة الإسلامية العالمية.
موقع قرطاج الأثري: شاهد على مجد حضارة البحر المتوسط
يقدم قرطاج صورة نابضة للحياة للحضارة القرطاجية الثرية والساحرة. يشتمل المكان على مجموعة متنوعة من الآثار المحفوظة جيداً والتي تشمل سورًا حجريًا كبيرًا ومعبد صغير وأماكن أخرى ذات طابع خاص. تبدو الواجهة الأمامية للموقع وكأنها صفحة من الماضي تروي قصص الحروب وانتصاراتها وحياة سكان تلك الفترة المضطربة والسلمية أيضاً.
مدرج الجمّ: انعكاس لعظمة العالم الروماني القديم
هو واحد من أجمل الأمثلة الباقية اليوم لأعمال الهندسة المعمارية والإنشائية للعالم الروماني القديم. بني مدرج الجمّ ما بين الأعوام 135 – 165 ميلادياً خلال فترة حكم الإمبراطور تراجان وجوردان الثاني عشر. يحتوي المبنى لنحو ثلاثين ألف متفرج وكان يستخدم أساسًا لإقامة المنافسات الرياضية والمباريات الدموية gladiatoria الشهيرة آنذاك وكذلك الاحتفالات العامة المختلفة بما فيها عمليات التنصيب الملكية. وعلى الرغم من أنه تعرض للإهمال والكوارث الطبيعية عبر القرون إلا إنه ظل قائمًا ومحفوظًا بطريقة جعلته موضع اهتمام علماء الآثار وعشاق الفنون الرومانية.
موقع أوذنة: كنز من آثار الحقب البيزنطية والرومانية
إن زيارة منطقة أوذنة هي عبارة عن مغامرة اكتشافية تستحق التجربة حقًا. هناك، يمكن للسائح مشاهدة فسيفساء أرضية رائعة منحوتة بشكل دقيق وفريد للغاية ترجع للعصر البيزنطي إضافة لمعابد ورومانسية صغيرة تؤرخ الحقبة الرومانية المرتبطة باسم "الإمبراطور أدريانس." تعتبر المنطقة كله كنوز تحتفض بها تضفي رونقا خاصًا على المشاهد الحديثة لمنطقة البحر المتوسط الشمالية الشرقية.
موقع بولا ريجيا الأثري: خيال خصب للقصور والنوافذ الفرعية الخفية تحت الأرض
يتيح بلدنا أيضًا فرصة استكشاف عالم آخر تمامًا أسفل سطح الأرض مباشرة! تعد مدن الأنفاق الموجودة تحت الأرض جزء مهم جدّا من الوجه السياحي المغاير لبولارجيا Régia والذي يقع بالقرب من نهر ملول البحري شمال غرب الجزائر العاصمة حاليًا . يشمل الموقع الكثير من الرسومات والزخارف الفسيفساتيه الملونة بالإضافة الى المكتشفات الاثرية الأخرى التي توضح كيف كانت الحياة قديمة أيام الامبراطورية الرومانية .
هذه ليست سوى نماذج قليلة لما تمتلكه تونيس العزيزة لنا جميعا ، ولكل منها ذكرياته الخاصة وآرائه حول فن العمارة والتصميم العالمي وتميز المغرب العربي الثقافي والحضاري الفريد بغزارة معلوماتها وعمق تاريخيتها وجودتها العمرانيه الانسانيه اللتان تجعلها وجهة تحلم زيارتها عشاق العلم والفنون بجلاء