تتطور صناعة السياحة بشكل ملحوظ في جمهورية أذربيجان منذ بداية القرن الحادي والعشرين، لتتحول البلاد إلى وجهة جذابة للسياح الباحثين عن المغامرات المتنوعة، بدءًا من الرحلات الدينية وإلى استكشاف المعالم التاريخية والثقافية حتى رياضات التزلج والاسترخاء في المنتجعات الصحية الراقية. ومن أجل دعم قطاع السياحة المحلي، أطلقت الحكومة مبادرة الترحيب بالسائحين دون تأشيرات دخول، وقد جاء ذلك ثماره حين احتلت أذربيجان مركز متقدم عالميًا وفقًا لمؤشر تنافسيّة السياحة الدولية لسنة ٢٠١٥، وحصدت بذلك المركز الثمانين.
وفي قلب العاصمة باكو، تكثر المقاصد السياحية المثيرة للاهتمام نظرًا لما تحتويه من تراث حضاري غني ومتنوع. فبالإضافة إلى موقع "المدينة القديمة" المسجل ضمن قائمة اليونسكو للتراث الإنساني العالمي والذي يرجع تاريخه لأكثر من قرن ونصف قرن مضى، تضم المدينة أيضًا كنوز مثل برج مايدان الشهير وقصر شيروان شاهي، فضلاً عن متنزه جوبوستان الوطني الخارجي الضخم ذائع الصيت بأنه موطن نقوش وصخور محفورة تعكس حقبات عمرها عشرات الآلاف السنوات، وهو أمر لن تجده إلّا هنا فقط!
ومن الجانب الآخر تمامًا، تنفرد محافظة آستارا بموقع جبلي خلاب مطل على إيران مباشرةً ويعلو إطار نهر كورا المذهل. ولعل أجمل الأمور فيها هو اقتراب مجمع المنتزهات الوطنية - خاصَّة متنزه هركان - والتي تعد ملاذًا طبيعيًّا مليء بالأعشاب والنباتات النادرة والحياة البرية الفريدة. ولا يمكن تجاهُل البحر الأسود الواسع المطروق لقضاء عطلة شاطئية ممتعة برفقة أسرتك سواء أكانت الوجهة الصيفية منطوية بالقرب من بيئة مثالية للاستجمام كالمنتجعات المشابهة الموجودة بسومقا ويت غرب منطقة Апшероны الضيقة نسبياً أم انك تبحث عن مغامرات برية واستكشاف طبيعتها الفيروزية المخضرمة داخل حدود حدود دولة داغستان الروسية وإيران كذلك.
أما مدينة شاكي الصغيرة ذات الرواق الشرقي القديم فقد حظيت بإشعاع واسع بسبب ارتباط اسمها بروايات خرافية حول مصدر صناعة الحرير وملابس القطن الرقيقة محلية الصنع، علاوة على وجود عدة آثار دينية بارزة تساهم بتصوير الصورة كاملة للأصول الإسلامية بتاريخ المنطقة الغنية بالمآثر والمعالمناظرالخلابة.