مدينة توكات: جوهرة ساحرة في منطقة البحر الأسود التركية

التعليقات · 1 مشاهدات

توكات، تلك المدينة الصغيرة الخلابة الواقعة وسط منطقة البحر الأسود في تركيا، تعتبر إحدى الجواهر المخفية في البلاد. تبعد هذه المدينة الجميلة نحو 422 كيل

توكات، تلك المدينة الصغيرة الخلابة الواقعة وسط منطقة البحر الأسود في تركيا، تعتبر إحدى الجواهر المخفية في البلاد. تبعد هذه المدينة الجميلة نحو 422 كيلومتراً تقريباً عن العاصمة أنقرة، وتشتهر بتضاريسها الطبيعية الخلابة ومواقعها التاريخية الغنية. ترتفع توكات بشكل طفيف فوق مستوى سطح البحر بحوالي 627 متراً، مما يعطيها أجواء ريفية هادئة وساحرة. تُمثّل المنطقة المحلية لتوكاد نقطة جذب رئيسية للسياح الذين يرغبون باستكشاف ثقافة وحياة شعب البلقان التقليدية جنبًا إلى جنب مع المناظر الطبيعية الخلّابة والموروث التاريخي العريق.

تُصنَّف مدينة توكات كأحد المواقع ذات القيمة الثقافية والفنية العالية نظرًا لوجود آثار قديمة تعود لعصور مختلفة منها مدرسة "جوك" الزرقاء اللامعة والتي تم بناؤها خلال فترة الحكم الإسلامي في القرون الوسطى؛ بالإضافة لدير تييكيسي الذي ينسجم تأثيره الروماني والأرثوذكسي الشرقي عبر الزمن منذ العام ١٢٩٠ ميلادية. يكشف هذان الموقعان الثقافي عن جانب مهم من تاريخ الدولة العثمانية وعلاقات الدين والمعرفة لدى شعوب المنطقة آنذاك.

بالإضافة لماضيها الرائع، تتمتع توكات أيضًا بمستقبل مزدهر يستند على أساس اقتصاد قوي قائم على عدة مجالات تشمل التصنيع اليدوي للأواني النحاسية المطروقة يدويًّا وفن الطبعات الزخرفية المعروف باسم "كاليكو"، بينما تجذب صناعة الدباغة المستثمرين والشركات المهتمة بهذا القطاع النائم ولكن المؤكد نجاحه عند التدريب والتطوير والتخطيط الاستراتيجيين. وعلى الجانب الآخر، تستغل الأرض الخصبة حول المدينة إنتاج الفواكه المختلفة مثل التفاح والخوخ وغيرهما وكذلك زراعات أخرى متنوعة تتضمن بنجرالسكر وصناعة التبغ وزراعةالحبوب واستخراج بعض الخامات المعدنية كالزنك والصخر اليماني الحراري المميّزة لهذه المنطقة المتميزة بيئياً واجتماعياً واقتصادياً. وبفضل موقع توكات الاستراتيجي قرب منابع مياه نهر يسيل وساحله المقابل لسلاسل جبلية شاهقة، فإنها تضمن لنفسها مستقبل مستدام رغم تحديات البيئة القاسية هناك بسبب عوامل طبيعية كثيرة تؤثر عليها مباشرة وغير مباشرة أيضاً نتيجة لانحسار مساحة رقعة نفوذها مقابل توسع المناطق العمرانية الحديثة المجاورة لها والتي بدأت تدخل حساباتها التجارية يوماً بعد يوم مما سيجعل منه وجهة استثمار كبيرة جداً بلا شك نظراً لإمكاناته الهائلة داخل حدود بلدته فقط!

وفي ختام رحلتنا التعريفية بجوهرة البحر الأسود التركيّة - تلفت النظر حقاً أسماء المدينتين الكبيرتين الأخرى إسطنبول وأنقرة وإِزمِير وأنتاليّا باعتبارهن ثلاث عمالقة حضارية تكتسب شهرتها عالميا لمنظومات خدماتهم التجاري والسياحة والسكان، لكن دعونا نتذكر دائما أنه حتى اصغر قطرات البحور لها دورٌ كبير ولا يمكن تجاهلها مهما بلغ حجم ماحولها من أمواج عظيمه!!!

التعليقات