آثار بغداد: تحفة حضارية عبر الزمن

التعليقات · 0 مشاهدات

تُعدُّ بغداد، العاصمة التاريخية للعراق، خزانًا هائلاً للأعمال الأثرية والمعالم الثقافية التي تعكس ثراءً حضارياً مُدهشاً. تعدُّ هذه المدينة حاضرة منذ آ

تُعدُّ بغداد، العاصمة التاريخية للعراق، خزانًا هائلاً للأعمال الأثرية والمعالم الثقافية التي تعكس ثراءً حضارياً مُدهشاً. تعدُّ هذه المدينة حاضرة منذ آلاف السنين، وقد ساهم موقعها الاستراتيجي بين نهري دجلة والفرات في جعلها محوراً مهماً لتبادل الأفكار والثقافات. فيما يلي بعض أبرز الآثار والمعالم التي تشتهر بها "العروس البيضاء":

المتحف الوطني العراقي: صندوق كنوز الماضي

يُعتبر المتحف الوطني العراقي واحداً من أكبر المتاحف وأشهرها في الشرق الأوسط. تأسس عام 1926، ليحتضن مجموعة واسعة من الآثار والتراث الفني الذي يرجع تاريخه إلى الحقب البدائية والحضارات القديمة مثل السومرية والبابلية والأكادية والآشورية والكلدانية. تضم مجموعاته أعمال فنية أثرية نادرة ومعروضات تعكس تنوع الحياة الثقافية في العراق عبر القرون.

نصب الشهيد: رمز للشجاعة والتضحية

يشهد نصب الشهيد الواقع جنوب شرق نهر دجلة أحداث ملحمية مليئة بالعبرة. بني تخليدا لشهداء الجمهورية العربية العراقية أثناء حرب إيران والعراق (1980-1988). تصميم النصب الرائع الذي يبلغ ارتفاعه حوالي ٤٠ مترًا يعكس جمالية الفن الهندسي العربي الإسلامي. يتميز بتشكيل مميز يشبه الشعلة البرونزية المغلفة بمادة البلاط الأزرق التي تخطف الأنظار عند انعكاس الشمس عليها. بالإضافة إلى ميزة التصميم الرئيسية -القبة الرباعية الطوابق المُتناظرة- يوجد مستويات عدة تحت الأرض تحتوي على مكتبات ومراكز عرض متنوعة تتعلق بتاريخ الثورة العراقية وتاريخ البلاد بشكل عام.

مدينة سامراء الأثرية: عظمة العمران الإسلامي

تشكل مدينة سامراء الواقعة شمالي بغداد نحو ١٣٠ كم نقطة بارزة ضمن خارطة التراث المعماري العالمي للإسلاميات. اشتهرت المدينة بأنها موطن لدولة البويهيين الأقوياء الذين حكموا أجزاء كبيرة من الدولة العباسية بما فيها جزء كبير مما يعرف الآن بطهران حاليًا وكذلك المناطق الجنوبية حتى حدود اليمن والمغرب العربي في الغرب وحتى الصين ومنغوليا في الشرق. تجمع المدينة بين التقليد المعماري الجميل والاستخدام المبتكر لمواد مختلفة كالرخام والجص والنحت الدقيق. يُذكر أنهما أشهر معلمين دائمان وهما مسجد سامراء الكبير الشهير والذي ذاع صداه بسبب مناره الحلزوني الوحيد من نوعه آنذاك والذي بلغ سر نجاحه شموخه وصلابه مواد بناء المنبر وفخامة وزخرفة ألوانه الملونة.

المدرسة المستنصرية: قبلة العلم والبحث العقائدي القديم

تمثل المدرسة المستنصرية إحدى عجائب العمارة العائدة لعهد العباسيين حيث أسست سنة ١٢٢٥ ميلاديّة أثناء فترة خلافة الخليفة المستنصر بهدف نشر التعليم والدراسات الشرعية المختلفة للمذهب الظاهر للجماعة المسلمة؛ وفق منهج رواد الدين الأوائل. ظل بناؤها لفترة ست سنوات تقريبًا لينتهى العمل بالمقر الأكاديمي عام ١٢٣١ ميلاديَّة وسط ضفاف ضفاف قناة نهر دجيل العامرة بالحركة التجارية والسكانية أيضًا بالقرب مباشرة من قلعة صلاح الدين الأيوبي! شكل المبنى جزءًا مهمًّا جدًا بالنسبة لحياة سكان تلك الفترة نظرًا لما يحمله الموقع الرنان ذوقياً وثقافيًا وللتنوع المؤسسي أيضًا برغم اقتصار دوره السابق كمسجد فقط بخلاف أغراض اليوم الحديثة التي تستغل فيه المكتبات العامة وغيرها الكثير من خدمات المجتمع الحديث المفيدة للسكان المحليِّين بوجه خاص .

بالإضافة لكل الأمثلة السابق ذكرها باعتبار أنها مجرد عينات قليلة جدًّا ممن يندر وصف مشابه لهم، هناك أيضاً العديد من المواقع ذات القيمة العالية جدًّا كـ  "طاق كسرى"، منظمة الجناح الشمالي لسجن أبو غريب سابقًا ،ومنارة قبر الخاتون المهيبة المعلومة باسم سلطانة زوج السلطان الناصري محمد بن قلاوون المصري ؛ كذلك جامع الخلافة ، خان مارغان ،وأخيراً ولكن ليس انتهاءً بلبلة مدن الحضر الجميلة جداً بكل تفاصيلها الفرعونية الهلنستيكية المنتشرة بكثافة حول منطقة رأس العين الخاصة بشمال غرب العراق عامة !

التعليقات