نيقوسيا هي العاصمة الأبدية لقبرص اليونانية، والتي تحتضن موقعها الاستراتيجي في جزيرة شرق البحر المتوسط منذ آلاف السنين. هذه المدينة ليست مجرد مركز سياسي وثقافي فحسب، بل إنها أيضًا شريان الحياة الاقتصادي الرئيسي للدولة الصغيرة. تحوي نيقوسيا مجموعة مذهلة من المعالم الثقافية والمعمارية التي تجسد تراثها الغني ومتغيرات حضارتها عبر الزمن.
تمركزت نيقوسيا ضمن مقاطعات الرومان والإمبراطورية البيزنطية قبل أن تصبح ملكية لعائلات نبيلة وصولاً إلى الهيمنة العثمانية والبريطانية لاحقًا. وعلى الرغم من تقسيمها حالياً وفق الانقسام السياسي بين شمالي البلاد وجنوبها، إلا أنها تبقى القلب النابض لاقتصاد البلد ومواقع عمل الحكومة والقضاء والدوائر الدستورية المختلفة.
وتشتهر نيقوسيا بتنوع معالمها السياحية والثقافية مثل المتحف الوطني للقبرص، والذي يحتفظ بالعديد من الآثار القدامى المكتشفة محلياً، وكذلك سور البندقية الشهير الذي يعكس فترة الاحتلال الأوروبي للعصر الذهبي لهذا الموقع الجغرافي الهام. كما يمكن زيارة معرض الفن الحديث الخاص بجيه إي ليونتيس ومتحف الراهبات لمشاهدة أعمال فنية وأثرية نادرة تزين مداخلها الخارجية مما يجعلها وجهة مرغوبة لدى عشاق السياحة والفن كذلك.
ومن أشهر كنائس التقليد المسيحي المحلية الواقعة هناك "آجيوس ماماس" التي بنيت بنمط معماري روماني كوكتيكي خاص وفريد نوعًا ما، ولكن بما أنه لم يكن هنالك توقيت نهائي لبنائها فقد ظلت غير مكتملة حتى وقتنا الحالي لكن هذا الأمر لم ينتقص شيئَا ممّا تتميز بها تلك التحفة الهندسية الفريدة ذات الطابع المعماري المبهر المستوحاة من عصر النهضة الأوروبي أثناء احتلال مدينة البندقية لها سابقًا.
