تتمتع بلاد ما بين النهرين، والمعروفة اليوم بالعراق، بتاريخ ثري وحافل يمتد عبر آلاف السنين. تشكل هذه الأرض، بمزيجها الفريد من الطبيعة الغنية والبنية الاجتماعية المتنوعة، أرض خصبة للحضارات القديمة. من مدن الحجر الجيري المهيبة إلى التحصينات التاريخية وأعمال الهندسة المعمارية الفذة، توفر آثار بلاد الرافدين لمحة نادرة ونابضة بالحياة عن الماضي. دعونا نستكشف بعضًا من أكثر هذه المواقع شهرة وإثارة للاهتمام والتي تركتها لنا هذه المنطقة الرائعة.
القصر العباسي - تاج بغداد الزائل
يقف القصر العباسي شامخًا كشهادة مدهشة على براعة العمارة العربية خلال عصر ازدهار بغداد. يقع بالقرب من ضفاف نهر دجلة في قلب العاصمة العراقية الحديثة، ويعرض هذا المبنى سلسلة رائعة من التصميمات الداخلية والأجنحة الخارجية التي تكشف عن تفاصيل دقيقة وتشير إلى استخدام المواد عالية الجودة مثل الرخام والحجر المنحوت بدقة. وفقًا للتقاليد المحلية، ربما أمر ببناءه الخليفة الناصر لدين الله، وقد يشير الجزء الداخلي المساحات الدراسية الكبير إلى احتمالية كونها أول مدرسة عامة في البلاد. ومع ذلك، بما أنها معرضة للملاحقات السياسية والعوامل البيئية العدوانية بشكل متزايد، فقد أصبح الآن مهددًا إلا إذا اتخذت تدابير حماية وترميم فعالة.
قلعة أربيل - حصن الأمان والتاريخ
على مسافة أبعد نحو شمال غرب البلاد ضمن مقاطعة إقليم كردستان المثيرة للاهتمام، تقف واحدة من أقدم الهياكل الدفاعية المكتملة في الشرق الأوسط وهي قلعة أربيل الشهيرة عالميًا أيضًا. تعد موقعًا طبيعيًا مثاليًا لتشييد دفاعات قريبة من منطقة جبلية ساحرة ومترابطة تمامًا مع الوحدات العمرانية الأخرى الموجودة أسفل سفوحها المنحدرة. كان لهذه القلعة دوراً دينياً وثقافيًا وثقافيًا مهمًا للغاية منذ نشوئها حتى يومنا الحالي عندما تستمر في جذب السياح الذين ينبهرون بتصميماتها العسكرية الاستراتيجية الفريدة وعناصر ثقافتها الخاصة بالتماثيل التي تزين واجهاتها الخارجية المذهلة حقًا. غالبًا ما ترتبط هذه الصورة العملاقة بالأمجاد الفارسية الأخيرة لعهد الدولة العثمانية بإحساس عميق بالتفاؤل والإنجاز يحرك خيال زوارها باستمرار.
مدينة سامراء – جمال فائض للدولة العباسية القديمة
يشكل موقع "سامراء" مثالًا مثيرًا آخر لإبداع واحتفالات الحكم الإسلامي الشمولي أثناء فترة حكم بني عباس. كانت تسمى سابقًا "الصالحية"، وخلال عدة عقود قصيرة خلال الثلث الأول من القرن الثاني هجري/التاسع الميلادي تحت حكم العديد من خلفاء الدولتين الأموية والعباسية، ظلت "سمارا" أحد أهم مراكز الثقافة والفكر والفلسفة والنظر العلمي. وعلى الرغم مما حدث لها لاحقًا أثناء انهيار نظام السلطة المركزي وانتشار الفتوحات المغولية المدمرة، فقد نجت معظم كنوزها الجميلة وظلت شاهداً جميلا على العظمة السابقة لسكان تلك الحقبة الغنية بالمهرجانات الاحتفالية واتساع رقعة التجارة العالمية آنذاك.
المدرسة المستنصرية - ملاذ للفكر الديني المُختلف
تشتهر العاصمة بغداد بشهرة واسعة باحتوائها على مدارس علم ودراسات دينية مختلفة الطوائف والداعمين لكل منها بدرجة كبيرة مما جعله جزء أساسي مميز دائم التألق فيها ولايمكن تجاهله ابدا . وهذا هو حال مدرسه المستنصريه ايضآ ، إذ أنها ليست مجرد مكان لدارسة كبار المشايخ فقط ؛ بل ان خدمات التعليم المفتوحة أمام الناس كافة دون فرز طبقي وليس هناك حاجز امريكي لحضور الامتحان نهائي! كما يوجد بها طلاب مؤهلون قادمون ممن حمل رسالة الدعوة والنشر للعلم خارج حدود مدينه السلام نفسها الى عدة دول مجاوره اخرى...حققت المدارسه المستنسريه اهداف كبيره جدا فى نشر فروع الدين الاسلاميه الأربع الرئيسيه وكثيره أخرى منها السنة والجماعة أيضا الشيعة الاثناعشرية بالإضافة الى اثنان غيرهما هما الاثنا عشريه وكذلك الشيعيه الأحمديه وغيرهم الكثير ...كما يعد فتح أبواب جامعة الملخصريات حديث جديد بدأ منذ العام ١٢٣٤ ميلادية ليصبح بذلك واحدٍ الأكثر شعبية وشهرة علي مر تاريخ التعليم الجامعى التقليدى بكل أشكال التخصصات المختلفة داخله سواء كانت علوم شرعية أم علوم أدبية وفلسفية وما إلي ذالك من الفنون التطبيقيه الحديثه نسبياً حين ذاك زمان!.