سور الصين العظيم، ذلك الشاهد على تاريخ الصين الطويل، لم يُبنى من قبل فرد واحد أو أسرة واحدة، بل هو نتاج جهود متواصلة عبر قرون عديدة. يعود تاريخ بناء هذا السور إلى القرن السابع قبل الميلاد، حيث بدأت الممالك والدول المتحاربة في الصين في تشييد جدران دفاعية لحماية نفسها من الغزوات.

في عهد أسرة تشين، تم استخدام الطين والحصى بين ألواح الخشب لإنشاء الجدار الأول. ومع مرور الوقت، تطورت تقنيات البناء، ففي عهد أسرة هان، بدأ الصينيون في استخدام الأحجار الكبيرة والمباني الحجرية كأبراج مراقبة على طول الجدار. وفي عهد الإمبراطور مينغ، تم استخدام الطوب والجرانيت والرخام لإنشاء جدران قوية وعالية وعريضة للغاية.

تم الانتهاء من بناء سور الصين العظيم المعروف بصورته الحالية في عهد أسرة مينغ، واستغرق بناؤه ما يقرب من 2000 سنة، بدءًا من الفترة 476 قبل الميلاد إلى 221 قبل الميلاد في عهد أسرة هان، وحتى عهد أسرة مينغ 1368م إلى 1644م.

سور الصين العظيم ليس مجرد جدار طويل، بل هو رمز للهوية الوطنية الصينية. يمتد من شمال الصين، ويعد واحدًا من أكثر الهياكل الرائعة على الأرض. تم اختياره كموقع للتراث العالمي لليونسكو في عام 1987م، ويُعتبر ثامن عجائب الدنيا السبع. رغم الشائعات التي تقول إنّه يمكن رؤيته من القمر، إلا أن هذا غير صحيح.

سور الصين العظيم هو شهادة على مرونة الشعب الصيني وقدرته على التكيف مع التحديات عبر التاريخ. إنه ليس مجرد بناء دفاعي، بل هو رمز للصمود والهوية الوطنية الصينية.