المدينة القديمة بمراكش: تراث فريد وحضارة تاريخية نابضة بالحياة

التعليقات · 0 مشاهدات

مراكش، العاصمة التاريخية للمملكة المغربية، تحتضن بين أحضانها جوهرة نادرة وهي المدينة القديمة. تعد مراكش، التي تُعرف أيضاً باسم "المدينة الحمراء"، شاهد

مراكش، العاصمة التاريخية للمملكة المغربية، تحتضن بين أحضانها جوهرة نادرة وهي المدينة القديمة. تعد مراكش، التي تُعرف أيضاً باسم "المدينة الحمراء"، شاهداً حيَّاً على حضارات عدة امتدت عبر الزمن منذ بناؤها عام ١٠٦٠ ميلادي بأمر من أبو بكر بن عمر واستكمال بناءها على يد يوسف بن تاشفين. اسم مراكش مشتق من لفظ "مروكش" الذي يعني حرفياً "سور الحجر"، مما يشير إلى حصنها والقوة الدفاعية لها. تمتاز هذه المدينة بألوانها النارية التي تضفي طابعاً مميزاً عليها، ويبدو ذلك واضحاً في مبانيها وشوارعها الضيقة والممتدة والتي تشكل قلبها الحيوي.

هذه المدينة ليست مجرد موقع أثري بقدر ما هي متحف مفتوح للعادات والتقاليد المحلية. يوجد داخل أسوارها العديد من المعالم البارزة مثل ساحة جامع الفناء، أحد أقدم ساحات العالم ومعروفة سابقاً بتجمهر الشعوذة والحرفيين. بالإضافة لذلك، تحتوي أيضاً على مساجد رائعة التصميم وحدائق خلابة وبساتين مزدهرة. إن جماليات الهندسة المعمارية هنا تأسر الأنظار فعلاً حيث يتميز معظم المباني بلون الطوب البرونزي الناعم المصنوع باستخدام تكنيك خاص يسمى "الطوب القرنفلي".

أما بالنسبة لصناعاتها التقليدية فتتنوع بدءًا بصناعة الملابس الجلدية الشهيرة وانتهاءً بإعداد منتجات غذائية متنوعة. ولا يمكن تجاهل دور مراكش التعليمي الهام إذ تستضيف جامعات معروفة عالميًا كالجامعة المركزية للقاضي عياض والمعهد الوطني للموسيقى الذي يحظى باحترام كبير كمدرسة موسيقية تخصصية رفيعة المستوى. رغم مرور القرون إلا أن الأسوار الشاهقة المحيطة بالمدينة ظلت شامخة محافظة على هويتها وهالة الماضي، توفر دليلاً مادياً مباشرًا لتاريخ البلد وتراثه الثقافي العالمي المعترف به رسميًا ضمن قائمة اليونسكو للتراث الإنساني غير المادي.

إن التجول وسط شوارع وساحات المدينة القديمة بمراكش هو رحلة عبر الزمن نحو ثقافة راسخة وغنية بالحكايات والشخصيات الملهمة. إنه حقا مكان يستحق الاستكشاف لكل محبي الفن والثقافات القديمة الذين يرغبون باستشفاف الروح الأصلية للأماكن التاريخية الرائجة حول العالم.

التعليقات