تقع مدينة بارق الجميلة في الجزء الجنوبي الغربي الهادئ من المملكة العربية السعودية، وتحديدًا داخل حدود منطقة عسير الخلابة. ترتفع المدينة الفريدة عن سطح البحر بمقدار 412 مترًا، مما يجعلها مرتفعة ومعزلًا بعض الشيء عن المناظر الطبيعية المحيطة بها. تبعد بارق حوالي 120 كيلومتر فقط عن العاصمة الإقليمية أبها، وهي بوابة رئيسية تربط سهول تيهامة الشاسعة بجبال عسير شديدة الانحدار. تشتهر المنطقة بالعديد من المعالم الطبيعية والاستراحات الصحراوية الخلابة.
تعود جذور اسم "بارق" إلى الأماجد العربية القديمة، حيث سميت بهذا الاسم تكريمًا لـ "بارق بن عدي"، أحد الشخصيات المؤثرة في تاريخ القبائل الزيدية. تتمتع بارق بتاريخ غني ومتنوع؛ فعلى الرغم من كونها جزءًا من الحضارة الإسلامية المبكرة، إلا أنها كانت أيضًا مركزًا مهمًّا خلال فترة ما قبل ظهور الدين الإسلامي. وكانت قوة تجارية وصناعية هائلة تحت حكم قبائل بارق الشهيرة بشجاعتها وكرم الضيافة. تُعتبر بارق أكبر محافظات منطقة عسير من حيث المساحة؛ إذ تغطي نحو خمسة عشر ألف كيلومتر مربع واسعة، بينما يسكنها مجتمع نابض بالحياة ويتكون من حوالي 57,351 فرد متنوع ثقافيًا ولغويًا.
تشكل طبيعتها الطبيعية المترامية الأطراف واحدة من عوامل جاذبيتها السياحية الرئيسية. وفي حين أنه يمكن لعشاق المغامرات والتلال المتعرجة الاستمتاع برحلتهم عبر تضاريسها الجبلية المختلفة، فإن عشاق الحياة البرية سوف يستمتعون بوفرة الأنواع النباتية والحيوانات المحلية الفريدة والمدهشة حقًا. يعد جبل ريدان واحة خلابة تحظى بشعبية خاصة لدى هواة الطيور والنباتيين بسبب الغطاء الأخضر الغني والعذب بشكل خاص والذي يكاد يكون غير مألوف وسط صحاري الجزيرة العربية المقفرة الأخرى. بالإضافة لذلك هناك أيضًا كنز آخر وهو عسل ريدان ذائع الشهرة عالميًا نظرًا لطعمه الفريد وقيمته الغذائية المرتفعة نسبيًا مقارنة بأنواع أخرى مشابهة له حول العالم. أما بالنسبة لجبل أثرب فهو الموطن الدائم لإحدى المجتمعات الصغيرة والتي تضم ما يقرب من ٢٠٠٠ ساكن منتشرين بطريقة منظمة ينساب معهم نهر حي يشبه مجرى الماء أثناء موسم الأمطار الموسمية السنوية للحماية الذاتية ضد الفيضانات المفاجئة والحفاظ قدر المستطاع على سلامة البيئة المحيطة بهم وباستخدام التقنيات التقليدية لحصاد مياه الأمطار وحفظ الثروة الحيوانية والإنتاج الزراعي المنتشر بغزارة مما جعل منها مصدرا للعيش والمعيشة البدئية لهم منذ القدم . أخيرا وليس آخرا يوجد أيضا موقع يسمى ببروك وهو عبارة عن جبل شاهق يصل ارتفاعه لأكثر من ألفي متر فوق مستوى سطح الأرض بالقرب منه يوجد بيئات مختلفة تعرض فيها مجموعة متنوّعة من أنواع الأشجار والشجيرات والأزهار الملونة وأشكال وأنواع فريدة جدًا نباتاتها وحيواناته . وهكذا تتوسط كل تلك المناطق الواسعة والجذابة المدينة الصغيرة ولكن لها حضور مميز رغم بساطتها وموقعها النائي نوعًا ما لكن يصعب تجاهله سواء كان لتاريخها العميق أو جمال طبقات التربة العليا المخفية خلف طبيعيتها الصعبة المتميزة التي تعمل جنبًا إلي جنب لصنع صورة جميلة وثابتة وشاملة لملامح حياة الإنسان القدامي واستمرارية وجوده حتى يومنا الحالي بكل تفاصيله الخاصة بهذه المنطقة الرائعة!.
