كان للاتحاد السوفييتي دور بارز في تشكيل الدول ذات الغالبية المسلمة التي ظهرت بعد تفككه. هذه البلدان، والتي تضمنت جمهوريات مثل أذربيجان، كازاخستان، قرغيزستان، طاجيكستان، تركمانستان وأوكرانيا (بسبب مجموعاتها السكانية الشاسعة ذوات الأصل التركي والشيشاني والقوقازي)، قد شهدت تحولات كبيرة منذ العام ١٩٩١ عندما انهار الاتحاد السوفييتي.
بعد الحقبة الشيوعية القمعية، سعى الكثيرون منهم للحفاظ على الهويات الثقافية والدينية التقليدية بينما كانوا يستكشفون أيضا إمكانيات الديمقراطية والعولمة الجديدة. وقد أدى هذا التحول إلى مجموعة متنوعة من النتائج السياسية والاقتصادية والثقافية داخل كل دولة.
في جمهورية أذربيجان، وهي واحدة من أكثر الدول تنوعا عرقياً ودينياً ضمن الاتحاد السابق، كانت هناك جهود حثيثة لإعادة بناء التقاليد الدينية والإسلامية المحلية. وبالمثل، فقد شهدت كازاخستان - الأكبر مساحة بين جميع الجمهوريات الخمس عشرة - نهضة روحية وثقافية ملحوظة. كما أنها أكدت على الحوار الإسلامي الدولي والتفاعل مع المجتمع العالمي.
من ناحية أخرى، برزت طاجيكستان كنقطة خلاف بسبب الصراع المستمر حول الحكم الفعال وتوزيع السلطة. ومع ذلك، فإنه رغم التعقيدات الداخلية، حافظ الطاجيكيون بشكل عام على ارتباط قوي بالدين والممارسات الثقافية التقليدية.
تركمانستان وطاجيكستان لهما روابط فريدة خاصة بكل منهما مرتبطة بالعصور الوسطى للإمبراطوريات العظمى للمغول وبلاد فارس. وفي حين كان لجمهورية قرغيزستان دوراً أقل بروزاً في المشهد السياسي العالمي، إلا أنه لم يمنعها من الاستمرار في لعب دور مهم في المنطقة لما لها من مكان استراتيجي وموارد طبيعية غنية.
أما بالنسبة لأوكرانيا، فعلى الرغم من كونها جزءًا من روسيا الإمبراطورية حتى القرن العشرين ولم تكن يوماً رسميًا تحت حكم الاتحاد السوفييتي مباشرةً، فإن وجود الأقليات التركمانية والشيشانية فيها جعلها أيضًا تستحق الدراسة عند النظر في تراث الاتحاد السوفييتي فيما يتعلق بالإسلام. لقد شكلت التجارب المختلفة لهذه الدول صورة مثيرة للاهتمام حول كيفية تعامل مختلف الشعوب المسلمة مع انتقالهما نحو مستقبل ما بعد السوفييتس.
إن فهم السياق التاريخي والثقافي المعقد لهذه الدول يمكن أن يساعد في توضيح التحديات الفرص التي تواجهها اليوم أثناء تحقيق استقلالها الوطني وتعزيز هويتها المتعددة الجوانب.