تعتبر مدينة الجميرة واحدة من أهم الرموز العمرانية الحديثة في عالم العقارات، فهي ليست مجرد جزيرة صناعية فحسب، بل هي تجسيدٌ لروعة الهندسة والمعمار الحديث. تقع هذه التحفة الفنية وسط مياه الخليج العربي في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة. تتميز الجميرة بتصميمها الخلاب الذي يشبه صورة لنخلة متألقة عبر مساحة شاسعة من المياه، مما يجعلها محط أنظار الزوار والمقيمين منذ افتتاحها لأول مرة عام ٢٠٠٧ م.
أُنشئت الجميرة تحت رعاية وشركة "نخيل" للتطوير العقاري – الشركة الرائدة التي تديرها حكومة دبي – والتي استعانت بخبرات شركة Helman, Hurley, Charvat & Peacock الأمريكية المتخصصة في مجال التصميم والاستشارات الهندسية. وكان الغرض الأساسي منه خلق بيئة عمرانية جديدة ومتميزة تستوعب مجموعة متنوعة من الوحدات السكنية والإدارية والتجارية والفندقية.
وتقدر تكلفة إنشاء هذا المشروع العملاق بمبالغ ضخمة حققت نجاحاً اقتصادياً هائلاً لدبي وما حولها؛ فقد بلغ حجم التربة المستخدمة في تعبيد الأرض حوالي ثلاثة مليارات متر مكعب، وهو أمر رائع بحق! ومع ذلك، فإن الأثر البيئي لهذه العملية الكبير جسّد مخاطر محتملة خاصة فيما يتعلق بالتوازن الطبيعي للحياة البرية الموجودة بالمحيط القريب مثل الشعاب المرجانية والحياة البحرية الأخرى والنباتات المائية. وعلى الرغم من تلك المخاطر الواضحة للحياة marine ، ظل العمل مستمراً وفق خططه الموضوعة سابقاً حرصًا على تحقيق هدف الدولة نحو تحقيق تنمية شاملة وسريعة خلال فترة قصيرة نسبياً وبما يحقق مصالح سكان المنطقة الجديدة وكذلك السياح ممن يأتون لرؤية جمال وروعة المناظر الطبيعية هناك.
واليوم، تعد الجزيرة وجهة رئيسية للسكان المحلين والدوليين الذين يقصدونها للاستمتاع برمالها الذهبية والشواطئ البكر بالإضافة لما توفره العديد من الفنادق العالمية ذات الخمسة والأربعة نجوم ضمن حدودها فضلا عما تقدمه من فرص عمل عظيمة للأجيال الناشئة سواءً كانت وظائف مباشرة أم غير مباشرة نتيجة زيادة الطلب الدائم عليها لدى المهنيين ذوي الاختصاص المختلفة. كما أنها باتت رمزاً بارزاً للإبداع العمراني الإماراتي والعربي عموماً تجاه مواجهة تحديات المستقبل المتغيرة باستمرار جنباً إلى جنب مع حلول مبتكرة ومبتكرة أيضاً لتوفير حياة كريمة ومتكاملة لكل فرد فيها ليصبح جزء فعّال ومؤثر بإيجابيّة بفلسطيه وأفق مستقبله الخاص والعام أيضًا .