شبه جزيرة مسندم، إحدى المحافظات البارزة ضمن السلطنة العمانية، تتميز بموقع استراتيجي فريد على حدود السلطنة الشمالية. تتمتع هذه الشبه الجزيرة بجبال شاهقة تتفاوت ارتفاعاتها لتصل فوق 2000 متر فوق مستوى سطح البحر، مما يخلق مشهداً طبيعيّاً رائعاً يتناغم فيه العمق الجبلي مع بساط الماء الآسر في بحر العرب وخليج عمان.
السكان الذين يسكنون أرض مسندم هم بشكل أساسي من قبائل الشحوح، وهم ذوو تراث غني ومتنوع. تعتمد مهنتهم الرئيسية إما على الصيد البحري أو الرعي. يشكل المجتمع المحلي جزء كبير منهم في واحة مدينة ديبا، والتي تقع على الساحل الجنوبي الشرقي للشبه الجزيرة. وفقاً للأبحاث التاريخية، فإن جذور شعب مسندم تمتد إلى شمال عمان، ولكن جاء نزوحهم نحو المرتفعات نتيجة للغارات الإسلامية والبرتغالية عبر القرون.
يشكل المركز الرئيسي لشبه جزيرة مسندم نقطة اتصال مهمة بين عمان والبحر المتوسط عبر المضايق الحيوية عالميًا كمثل مضيق هرمز. تحتضن ولاية خصب العديد من المدن الصغيرة الأخرى داخليا كمختلف مناطق أخرى داخل مسندم بما فيها بوكا والبيعة بالإضافة لدبا - كونها الوجهة المثالية لعشاق الرياضتين المائيتين الشهيرتين وهما "الغوض" والتسلق الجبلي كذلك احتوائها على مجموعة متنوعة جداً من مواقع السياحة الفريدة مثل قرى ساحلية تاريخيّة وأخرى جبلية قديمة وغيرها كثير كخورنجد وشريط الشواطيء الخلاب والحصن الدائم الدلالة والمعروف باسم خالديه أما بالنسبة لجبل حرم فهو أيضا واحد من أشهر المقاصد السياحية هناك علاوة علي قرية جميلة ذات جمال خاص اسمها لما .
ومن اللافت النظر وجود معلم أثري بارز يعرف بالحصن الكبير والذي بني فوق ركام قلعة بناها الأوروبيون خلال الحقبة الاستعمارية المبكرة بالمئة والسبع مئه الميلادية ، هذا الموقع يحوي نماذج قوارب مميزة للمستوطنات التقليدية للسكان محليين فضلا عن عرض مختلف وسائل الحياة اليومية للعائلة والعادات الخاصة بالسكان بدءآ بالخبز يدويا وانتهاء بتقديم صورة ذهنية شاملة حول أعمال نسائهم اليدوية والقطع النادرة المستردة حاليا كنماذج أوليه للأعمال اليدوية البدائية المنتشرة ولوحات وصورا تحكي قصة تلك الفترة الزمنية .
وفي النهاية تعد منطقة ما بين مضائق المياه الأكثر نشاطا واستقطابا لسفن التجارة العالمية بل والإقليمية أيضاً بحيث تمر عشرات الناقلات النفطية سواء كانت لنفس البلد أو دول مجاوره لها كل يوم مرورٌ متكرر متجدد باستمرار عبور واحد فقط منها وسط مياه تلك المنطقة الضيقة نسبيا ومع ذلك فهي محور رئيسي لاستقرار اقتصاد اسواق النفط العالمي برمتها وذلك نظرا لأهميتها الإستراتيجية العالية للغاية . وبالتالي تعكس شبه جزيرة مسندم تنوع الثقافة العمانية وروعتها بطريقة تكامل بيئي عجيب حقا!