تُعتبر مدينة صبنجة الواقعة في ولاية سكاريا شمال غرب تركيا واحدة من أجمل وأصغر مدن البلاد حيث تغطي مساحتها حوالي 140 كيلومتراً مربعاً فقط، لكن قيمتها تكمن ليس في الحجم بل في جمال موقعها الفريد وثراء تراثها الثقافي والتاريخي. تحد هذه المدينة الجميلة بحيرة صبنجة في الشمال، وجبل سامانلي في الشرق، ومقاطعتي جيفي وباموكوفا إلى الجنوب وإزميت وكوجالي إلى الغرب. ارتفاع مدينة صبنجة البالغ 36 متر فوق مستوى سطح البحر يساهم بشكل كبير في جعل المناخ معتدل طوال العام مما يجذب السياح إليها للاستمتاع بتنوع النشاطات التي تقدمها.
تحظى صبنجة بشعبية كبيرة بين محبي الهواء الطلق والألعاب الرياضية نظرًا لبنية تحتية متكاملة تضم مطاعم راقية ومقاهٍ خلابة بالإضافة إلى مواقع مثالية لمختلف أنواع الرياضة مثل صيد الأسماك والتجديف وركوب الخيل وغيرها الكثير. أما عشاق ألعاب القوى فسيكونون سعداء بما تقدمه المدينة من مرافق لكرة القدم والسلة والطائرة. ومع ذلك فإن فرصة القيام برحلات لتسلق المنحدرات الثلجية ليست أقل جاذبية خاصة لدى اقتراب فصل الشتاء عندما تصير المنطقة الأكثر انحدارا تسمى كارته بي مكان رائع للتزلج والاستمتاع برياضات شتوية أخرى.
تفتخر صبنجة أيضًا بتاريخ غني يكشف عن نفسها عبر مجموعة رائعة ومتنوعة من المواقع الدينية والثقافية والحضارية المترامية الآفاق والتي تتضمن ثلاثة مساجد مميزة لها أهميتها الخاصة لكل من عاش هناك وعرف عنها شيئًا منذ القدم حتى يومنا الحالي: مسجد حسن فهمي باشا الواقع بقرية محمودية والذي تم إنشاءه سنة ١٨٥٥ ميلادي ويتميّز بأعماله الرخامية الرائعة؛ ثم يأتي دور مسجد رستم باشا بنائه بناءً على طلب الوزير السابق وحاكم الدولة العثمانية آنذاك وبعد وفاة ابنة السلطان سليم الثاني تزوَّجا مرة ثانية وتم تصميم المبنى وفق رغبتهم الشخصية حسب الاتجاه الشرقي التقليدي أثناء فترة حكم آل عثمان، ويعود تاريخ بداية أعمال تشييْد المسجد إلي خمس وخمسماية عاما مضت وهو حالياً عبارة عن قطعة فنية فريدة تمت إعادة ترميمه عدة مرّات بسبب تعرض بعض أجزائه للتلف نتيجة عوامل طبيعية مختلفة باستمرار ولم تفارقه شعائر المسلمين الذين يستعينوا به لإقامة الشعائر الدينية فيه؛ أخيرا وليس آخرا يوجد أيضا ما يسمى بمسجد ألسلطانه رحِمة- زوجة السلطان عبد المجيد الأول مؤسسه -الذي بدأ العمل عليه سنة ألف وثمانمئة تسعه وعشرون ولكن جاء وقت لاحق قبل الانتهاء منه مباشرة فأوقف المشروع لفترة طويلة لحين توليه إدارة المملكة بعد وفاته ليواصل الأمر ذاته لمن خلفوه فيما بعد لينتهى بناؤه رسميًا حين مات آخر حكام تلك اللحظة ولحفظ ذكرansation وتعظيم المكان قام المسؤولون بالتوسيع والإصلاح له فتأثير تلك الروائع الهندسية القديمة تجسد الآن أمام ناظريك بكل حرف ترنيمة شاهدة لأيام ملؤها الفن والعظمة .
إن وجود تابوت محفوظ جيدا يعود لعصور قديمة جدا يروي قصة حياة شخصيات مهمة للغاية تعيش داخل قبور محفورة عميقا بالصخر خلال عصر القدماء يعكس مدى روعة الماضي وما تركه لنا كإرث خالد لذاكرة البشر البشرية جمعاء ليبقى للأجيال القادمة شاهد هائل لقوة وهيبة أسلافنا الأكبر سننا تطمح نفوسكم لرؤية المزيد عنه اليوم! إذًا لا يمكن اختزال وصف براعة فنون العمران العمراني عند أهل ذاك العهد مجدا إلا بدخول غياهب التاريخ واستحضاره أكثر قرباً من ذهنيات المهتمين بخبايا التفاصيل المختفية بفصول كتب التراث الجامحة المغبرة ذات الغلاصم الصفراء النافرة!! حقا إنها بلد تزهو بملامح حساسة تخطف نظره أول مشاهديها ممن حلوا ضيوفا بمآسي الحياة البرية اللبقة بسحر الجمال الأخاذ.