تعد مدينة البصرة، الواقعة في جنوب شرق العراق، إحدى أقدم وأشهر المدن العربية والإسلامية، وهي أول ميناء بحري رئيسي للعراق. يعود الفضل في تأسيس هذه المدينة الرائعة إلى أبي موسى الأشعري، أحد الصحابة الكرام، والذي رسم خطوطها الأولى مع عتبة بن غزوان رضي الله عنهما. تتنوع تضاريس المنطقة بين سهول خصبة وبساتين نخيل مورقة وأنهار متدفقة، مما يوفر بيئة مثالية للحياة البشرية والنماء الاقتصادي. تغطي مساحتها حوالي ٢٠٫۷۰۲ كم²، وتحيط بها مجموعة متنوعة من المناطق الطبيعية مثل بادية الشام غربًا وسواحل الخليج العربي شرقًا وصحاري جزيرة العرب جنوبًا. تشكل نهر شط العرب – الناتج عن ملتقى نهري دجلة والفرات - حدودها الشمالية الغربية.
تتمتع البصرة بموقع استراتيجي هام جعلها مركزًا تجاريًا وثقافيًا مهمًا على مر العصور. ولعل هذا الموقع نفسه هو السبب وراء تعريضها المتكرر لاعتداءات خارجية طوال فترات تاريخها المختلفة. ففي القرن الثاني للهجرة كانت موقع المعارك الرئيسية ضد الخوارج الذين قادتهم طلحة والزبير رضي الله عنهما ("معركة الجمل"). وفي ظل حكم الدولة الأموية اتخذت مكانة مرموقة كأكبر تجمع سكاني خارج العاصمة Damascus واستمرت دورها الريادي حتى عصر الدولة العباسية التي شهدت ازدهارًا كبيرًا فيها تحولت فيها إلى مركز عالمي لعلم الفلك والفلسفة وغيرهما من مجالات المعرفة الإنسانية. ومع مرور الوقت تعرضت لمجموعة مختلفة من الاضطرابات والحروب الداخلية والخارجية بما في ذلك ثورات السكان المحليين واحتلال القوات التركية والبريطانية خلال الحقبة الحديثة وما نتج عنها من آثار سلبية أبطأت تقدمها التنموي المدني.
على الرغم من مواجهتها لهبوب رياح باردة شديدة الشدة أثناء أشهر الشتاء مما يؤدي لتجميد مياه البرك والجداول القصيرة المؤقتة المنتشرة حول المدينة وجفاف الطقس ذي الحر المرتفع نسبياً عند حلول موسم الصيف الحار جدًا بشكل عام؛ فإن المناخ العام لهذه المدينة يشابه تقريبًا تلك الموجودة بجوار مصب أنهار كبيرة تصب مباشرة بالبحار المفتوحة كالذي يحدث هنا حين يندمج جسمان مائيان ضخمين هما الأنهاران الرئيسيان بدلتا منطقة نفوذ دولتنا العراقية حاليًا ليصبحان واحد تحت تسميات عدّة وسط بحرٍ محيطٍ داخلي اسمه شط العرب! إن الاختلافات المفاجأة لحرارة الهواء داخل نفس يوم واحد تعد واحدة ضمن صفات شهرته الأخرى المثيرة للاهتمام كذلك حسب وصف أهل البلد القديم لأحوال زمانهم وظروف المكان المقيمة لهم فيه آنذاك.
تجتمع عناصر متعددة عوامل الدور الكبير كتاريخ ومكانة ثقافية واجتماعية واقتصادية مميزة سابقاً يجعل استخدام مصطلح"إرث" مناسب للإشارة إليها الآن نظر لما تركته تلك الفترة خلفها لنا جميعكم: رمز دولتي مستقبل وطن أتمنى لو نعمل سوياً لبنائِـه مجددًا قدر المستطاع باستخدام كافة أشكال الطاقة الجديدة المتجددة لتحقيق حالة توازن طبيعية جديدة تساهم بتوفير حياة كريمة لنا ولمجموعات الثروات التنوع البيولوجي الحيوي المضيفة بلد مدينه باصره العزيزة فوق أرضها المباركة بإذن رب العالمين سبحانه وتعالى جل وعلى ولا قوة إلّا بالله الكريم الرحمان الرحيم.