تُعتبر مدينة كيبيك قلب مقاطعة كيبيك النابض، واحدة من عشر مقاطعات كندية بارزة تشكل العمق الثقافي والتاريخي لهذه البلاد الواسعة والمدهشة. بصفتها العاصمة ومقر الحكم في كيبيك، تحتل المدينة المرتبة الثانية من حيث تعداد السكان بين جميع مدن المحافظة، خلف عملاقة مثل مونتريال فقط. تتمتع بموقع فريد يواجه ساحل خليج القديس لوران الشهير، محاطة بالجمال الطبيعي للحدائق الوطنية المحلية والأرض الزاخرة بالتاريخ الأوروبي. يعود تاريخ وجود البشر فيها إلى آلاف الأعوام عندما كانت موطنًا لأمم الهنود الحمر بما في ذلك الروكيون واليونكيان والإينويت. لكن شهرتها العالمية تعززت بنهاية القرن الخامس عشر حين زعم المستكشف الفرنسي الأشهر جاك كارتييه ملكيتها لفريقه الاستعماري الفرنسي عام 1534 ميلاديًا قبل أن يشيد فرانسيس رامبلي أول قلعة دائمة لها سنة ١٦٠٨.
شهدت "كيبيك" خلال القرون التالية العديد من المعارك والحروب حول سيادة المنطقة؛ فقد واجه أسلاف الشعب الأمريكي الحالي مقاومة شديدة عند احتلالهما المدينتين التاريخيتين نيويورك وكيبك أثناء الثورة الأميركية العام ١٧٧٥ فتلقوا خسائر كبيرة وهزيمة مذلة أمام جيوش البريطانية الملكية المتمركزين آنذاك داخل الأسوار الدفاعية القديمة للمدينة ذات الجدران الجميلة الملونة والتي ما تزال حتى اليوم تحظى بإقبال سياحي كبير نظرًا لما تضمه من تراث ثقافي غني ومتنوع ومتاحف عالمية. كما أنها تعد الوجهة الأولى للسائحين الباحثين عن تجربة فريدة تجمع بين جمال الصحراء والجزر البحرية المطلة على نهر سانت لورنس الكبير بالإضافة إلى مهرجان الصيف السنوي الضخم الذي يجذب الملايين سنويًا لاستمتاعهم بالحفلات المفتوحة وحضور الأفلام والعروض المسرحية بالمراكز الفنية والكنائس والكليات التقليدية المهيبة المنتشرة بكثافة داخل المدينة الخارجة بشكل جميل عن عباءة العالم الحديث لتقاوم لعنة التأثر بتصميماته الحديثة مما جعل منها مركز جذب هائل لكل عشاق الحياة البسيطة والهادئة وسط الطبيعة البرية الخلابة. ومع الأخذ بعين الاعتبار نموها الديموغرافي مؤخراً –حيث بلغ مجموع ساكنيها نحو نصف مليون شخص حسب بيانات ٢۰١۶– فإن مستقبل هذا الكنز الثقافي يبدو مشرق للغاية خاصة وأن الحكومة الكندية تطمح لتحويل مدينه كيبيك الي متحف مفتوح وساحة تاريخية ضخمة لجذب المزيد من السياح وتحقيق إيرادات أكبر لفترة طويلة قادمة عبر خطط تنمية اقتصادية تستهدف قطاعات التعليم والثقافة والصحة وأبحاث الطاقة الجديدة وغير ذلك الكثير!
إن وصف مدينة كيبك حقًا كان أمرًا أصعب كثيرًا ولكننا بذلنا قصارانا لنقدم نبذة مختصرة عنها تفوق تلك المقدمة الأصلية بكثير متضمنة مزيدا من التفاصيل المثيرة للاهتمام.