- صاحب المنشور: عبد الحميد الحمودي
ملخص النقاش:
في مجتمعنا المعاصر، يتضح بوضوح تناقض واضح بين ما يتمناه الناس وما يواجهونه يومياً. هذا الاختلاف الكبير بين "الواقع" الذي نعيش فيه وبين "المأمول"، وهو الصورة المثالية التي نحلم بها جميعاً، يشكل موضوع نقاش مستمر ومثير للتفكير العميق. إن الفجوة الواسعة بين هذه التصورات غالبًا ما تؤدي إلى خيبة الأمل والإحباط لدى الأفراد والجماعات.
**الفهم العام للمفهوم**
قبل الدخول في تفاصيل أكثر تحديدًا، دعونا نتعرف على المصطلحات الأساسية للتناقض بين الواقع والمأمول:
* الواقع: إنه الحالة الحقيقية للأمور كما هي موجودة فعلاً بدون أي تجميل أو تزييف. إنها صورة الأمور غير المحسنة وغير المنظفة والتي نواجهها مباشرة كل يوم.
* المأمول: هو الطريقة التي نتمنى لو كانت عليها الأشياء؛ الخيال الجميل والأفكار الجميلة والتطلع نحو المستقبل المرغوب به. إنها رؤية مثالية وأحيانًا بعيدة المنال للحياة قد تكون مستندة إلى تجارب شخصية أو توقعات مبنية على التجارب المشتركة داخل الثقافة والدين والمعتقدات الشخصية لكل فرد.
**أسباب حدوث التناقض**
يمكن تعزية سبب ظهور هذا التصادم بشكل رئيسي إلى ثلاثة عوامل مترابطة وهي:
- الخيبات التاريخية: التاريخ مليء بالقصص المؤلمة لفشل تحقيق الآمال الكبيرة بسبب تغييرات كبيرة حدثت بعد ذلك مثل الثورات الاجتماعية، والحروب، والكوارث الطبيعية، مما ترك أثراً عميقاً يؤثر حتى اليوم ويزيد احتمالات وقوع الضربات القاصمة للأمل عند مواجهة الحقائق الصعبة مرة أخرى.
- تأثيرات الإعلام والثقافة الشعبية: تلعب وسائل الإعلام وثقافتنا الحديثة دور هائلا بتشكيل تلك الرؤية الرومانسية المتعلقة بمستقبل أفضل بكثير عما نحن عليه حاليا. لكن واقع الأمر هو أنها تخلق تصورا خاطئا لما ينبغي أن تبدو عليه الحياة بطريقة مرضية تماما باستمرار وهذا غير واقعي للغاية بالنسبة لسيرورة حياتنا البشرية التشابكية المعقدة ذات الوجهتين الإيجابي والسلبية معا .
- الإدراك الشخصي والتجارب الشخصية: يختلف فهم الأشخاص لأحداث محددة وتفسيرتهم لها بناء علي خلفياتهم المعرفية المختلفة ، سواء كانوا تحت تأثير معتقدات دينية قوية أم لا ! فالحالة النفسية للإنسان أثناء التعرض لموقف مؤلم أيضا عامل أساسى فى تشكيل كيف سيُنظر لهذا الحدث لاحقا .. ولذلك فإن تقديراته بشأن مدى توافق مسار حياة الفرد الخاص بالأشخاص الآخرين ستكون متفاوتة بدرجة ملحوظة حسب نظرة كل شخص لهؤلاء الاشخاص والقضايا العامة المرتبطة بهم بصورة عامة .
**العواقب المترتبة على وجود هذا التباعد الشاسع**
إن تأثيرات عدم الانسجام المهول ما بين مستوى طموحات واحلام الجمهور والنصرالواقعي المُدرك لهم يتسبب بجملة مضاعفات خطيره بما تتعلق بحاله رضاء الذات وكذلك stability of individual health and societal harmony , بعض المقاييس الرئيسية لهذه التداعيات تتمثل فيما يلي :
* اضطراب الصحة النفسية: الشعور بالإحباط والخيانة وعدم القدرة على تحقيق الأحلام يمكن ان تؤدى الي الاكتئاب واضطرابات القلق الوخيمة وقد يصل الامر لحالات الانتحار احيانا وذلك نتيجة للشعور بالعجز أمام جدار صلب ثابت أمام الوصول لتلك الغاية البعيدة عن المدى الممكن الاحرازيه .
* تقويض الوحدة الاجتماعية والاستقرار الاجتماعي: عندما يعاني الافراد والعائلات والمجتمع ككل من فقدانه آماله المسنودة بأهداف قابله للتحقق العملية حينذاك تسوده حالة من الفتور وانحسار الديناميكية الاجتماعية ويقل اثرهما في ازدهاركطاق العمل الجماعي والتنمية الاقتصادية لبناء مدينه فاضلة مفصلاته وفق رؤى مشتركه توفر راحه واستقرار نفسي وجسدى الجميع مشاركين بنفع ممتاز لمنطقتهم وخ