تُمثل رحلة الانتقال من العاصمة السعودية، الرياض، إلى قلب أوروبا السياسية والثقافية، لندن، تحدياً للسفر البري نظرًا للمسافات الشاسعة التي تفصل بينهما. تقع الرياض في المملكة العربية السعودية، تحديدًا على خط طول 24.6877 درجة وخط عرض 46.7219 درجة، بينما تتواجد لندن في المملكة المتحدة على خط طول -0.1257 درجة وخط عرض 51.5085 درجة.
إن القيام بهذه الرحلة باستخدام طائرة هو الخيار الأكثر عملية وملائمة. فالطول الجوّي لهذه المسافة حوالي 3,072 ميلاً، وهو ما يعادل 4,944 كيلومتراً تقريبًا. لكن إن رغب المسافرون في مغامرة برية غير اعتيادية، سيستغرِق بهم الأمر قيادة السيارات لمدة قد تطول حتى 54 ساعة و55 دقيقة! وهذا بناءً على افتراض السرعة المتوسطة التي تبلغ نحو 112 كيلومتراً بالساعة، والتي تساوي حوالي 70 ميلًا في الساعة. وبالتالي، رغم المفارقة الظاهرة، يمكن القول أنه سيتعين عليهم بعد ذلك قطع مسافة قدرها حوالي 1,207 كيلومترات أخرى سيرًا على الأقدام أو بوسائل نقل أخرى أكثر سرعة لإتمام نفس تلك المغامرة البرية نفسها لو كانوا يستقلون سيارة بتلك السرعات المنخفضة نسبيًا.
وتعكس قصة انتقال الرياض من مجرد قرية صحراوية بسيطة إلى مدينة عالمية حديثة نموذج التحولات الحضرية الرائدة بالمملكة العربية السعودية التي تشهد توسعات عمرانية هائلة جعلتها واحدة من أجمل مدن الشرق الأوسط وأكثرها كثافة سكانية اليوم بمجموع سكان يفوق الـ5 مليون شخص بحلول العام ٢٠١٠ ميلاديا فقط، مع العلم بأن الاسم مستوحى أصلا من دلالته البيئية الدالة على غزارة المياه وروعة الطبيعة المنتشرة حول الموقع الاستراتيجي الخاص آنذاك باتجاه منحنى الوادي المعروف باسم "شانفة" والذي يعد شريان الحياة لمحيط المنطقة التاريخي منذ القدم.
أما بالنسبة للعاصمة البريطانية فقد ظلت تحتضن موقعا مميزا على ضفاف نهر التايمز مما جعله رمزا مبدعا للحياة التجارية والمالية والنابضة بالحركة داخل وخارج حدود الدولة الأوروبية الضخمة ذات التأثير العالمي الكبير جدا سواء فيما تعلق بالأعمال الفنية والفكرية المختلفة أم باقي القطاعات الأخرى بما فيها التعليم والإعلام وغيرهما مما يجعلها واحدة من أغنى المدن نفوذًا وثراء بالنظر لدورها الاقتصادي الغني والمتنوع للغاية ليس محليا بل دوليًا أيضًا ضمن قائمة أكبر خمس مناطق اقتصاديات بالعالم حجماً ونفوذآ .