تتمتع الجمهورية العربية السورية بتاريخ طويل ومزدهر يعود تاريخه إلى آلاف السنين قبل الميلاد. هذا الماضي العريق ترك وراءه آثاراً شاهدة على حضارات مزدهرة وتراث ثقافي غني. تشكل هذه الآثار جزءاً مهماً من الهوية الوطنية السورية وهي مصدر فخر لكل سوري. تمتد المواقع الأثرية المنتشرة عبر ربوع البلاد لتغطي فترات زمنية مختلفة بدءاً من الحضارة السومرية مروراً بالحكم الفينيقي واليوناني الروماني حتى الفتح الإسلامي، مما يجعلها محوراً رئيسياً للسياحة الثقافية في المنطقة. سنستعرض هنا بعضاً من أهم وأبرز تلك المواقع التي تعتبر نافذة مفتوحة نحو حقائق التاريخ المجيدة لسوريا.
مدينة تدمر القديمة - الجوهرة الصحراوية:
تعدّ تدمر واحداً من أشهر المواقع الأثرية في العالم العربي والعالم ككل بسبب بنيتها الهندسية الرائعة وجاذبية موقعها الاستراتيجي وسط صحراء تدمر القاحلة. تعكس معابد المدينة ومعابره والقوس النصراني والأعمدة الضخمة المهيبة تأثير الاندماج بين الفكر الروماني والإغريقي والفينيقي القديم. كانت تدمر مركز تجاري مهم لعب دور الوسيط التجاري بين الشرق والغرب بالإضافة لدورها السياسي والحربي خلال القرن الثاني للميلاد تحت حكم الملك زنوبيا المعروفة بحكمة سياسة وإدارتها للدولة. تعرضت تدمر لأضرار كبيرة أثناء الحرب الأهلية السورية الأخيرة لكن جهود الترميم مستمرة لإعادة الحياة لهذه التحفة المعمارية البارزة مرة أخرى.
قلعة حلب المترامية الأطراف:
لا يمكن الحديث عن الآثار السورية بدون ذكر واحدة من أكثر القلاع شهرة عالمياً والتي تعد إحدى مواقع التراث العالمي لليونسكو منذ عام ١٩٨٦ تحت اسم "قلعة حلب". تتميز القلعة بتصميمها الدفاعي المتقن والذي يحتوي على عدة حصون متداخلة داخل أسوار عملاقة مصنوعة أساساً من الحجر الجيري الأحمر المحلي. يرجع بناء أول الجزء منها للأمويين فيما توسعت لاحقاً بشكل كبير لتحافظ عليها الدولة الزنكية والدولة الأيوبية ومن ثم المغول والصالحية والمماليك والعثمانيين وغيرهم ممن جاؤوا بعد ذلك. تضم القلعة اليوم متحفا أثريا ضخما إضافة لمزارات دينية بارزة مثل مسجد النبي يوشع عليه السلام الذي يُعتقد أنه مكان دفنه.
مدينة حمص: تراث روماني حي:
تُعتبر حمص ثالث أكبر المدن السورية رقماً سكانيًا وثالث أقدم مدينة مأهولة باستمرار على وجه الأرض حسب البعض بينما يقول آخرون إنها قدمت بكثير عنها طبقا للنقوش المكتشفة فيها مؤخرا. تحمل الحميمة العديد من الآثار ذات الطابع الروماني الواضح إن لم تكن الوحيدة حاليا بالتأكيد نظرًا لقرب الموقع جغرافياً للإمبراطورية البيزنطية مما انعكس بشكل واضح على الشارع الرئيسي الشهير "شارع باب هون" والمعروف أيضا باسم "فياريام". كما يوجد بها قصر السلطانية وهو عبارة عن مجموعة مساكن ملكيه كبيرة وهندسة معماريّة مذهِلة تفوق توقعات الجميع عندما شاهدوها لأول مرة سنة ألف ومائتين ميلادي. إضافة لذلك فإن هناك الكثير غيرها تحت الانشاء والتجديد كي تُبدَع مجددًا للعالم الخارجي لرؤية كل جمالياتها وفنون هندستها الجميلة عقب الانتهاء من أعمال الصيانة الدقيقة لهم جميعا بلا استثناء .
يتمحور هدف كتابة مقالي حول نقل صور ذهنيه واضحه للقارئ عما قد يبدو خياليا ولكنة واقع فعليا موجود وبسيوله لدى شعب يعشق وطنه ويتمنى دوما رجوع أيام ازهاره رغم الظلم التاريحي الكبير والجراح المستمرة بغواره اتجاه ابنائها الذين عشقاهم ارضهم وسكاناتها الجميلين.. فلقد مر مرور الكرام أحقاب عديده شهدت نهضة وزوال وحروب ودكتاتوريات وانقلابات.. ولكن يبقى البقاء لله فقط!!