تعد شبه جزيرة كتارا واحداً من أبرز المعالم السياحية والثقافية في العاصمة القطرية الدوحة. تقع هذه المنطقة الاستراتيجية عند نقطة التلاقي بين البحر والخليج العربي، مستمدة اسمها من جذور تاريخية عميقة تعود للقرن الثاني ميلادياً. تشهد الشواهد القديمة، مثل خريطة العالم للعالم الفلكي اليوناني كلوديوس بطليموس، على شهرة المنطقة آنذاك باسم "قطر".
تحظى شبه جزيرة كتارا بمجموعة متنوعة ومتكاملة من المعالم الثقافية والترفيهية التي تقدم تجربة فريدة وزاخرة بالثراء لكل زائر. يمثل مسجد كتارا مثالاً بارزاً للهندسة المعمارية الإسلامية الحديثة مع لمسات تركية آسرة. أما مدرج كتارا، الملقب بجوهرة الجزيرة، فهو عمل معماري فني يلفت الانتباه بتصميماته البديعة. بالإضافة إلى ذلك، تعد قاعات وأروقة عرض كتارا وجهة مثلى لعقد المؤتمرات والمحاضرات والمعارض الفنية.
تساهم غابات وتنسيقات حدائق كتارا الجميلة أيضاً في جمال المكان وسحره الطبيعي. تمتد هذه الحدائق عبر مساحات واسعة تقدر بحوالي 32,700 متر مربع، وتعكس براعة فن التنسيق البستاني الأصيل. يجذب مسرح دراما كتارا عشاق الفنون التقليدية والعصرية alike، وهو امتزاج جميل بين التصاميم العريقة لمدينة الدوحة وبنى البلاد التقليدية. ولا يفوتنا ذكر دار الأوبرا الشهيرة كأول مؤسسة متخصصة لأوركسترا قطر السمفونية.
على الرغم من تنوع التجارب الثقافية والفنية التي توفرها شبه جزيرة كتارا، إلا أنها حافظت أيضًا على طابعها البحري الخاص بها. يعد شاطئ كتارا أحد أشهر مناطق الجذب السياحي فيها، إذ يبلغ طوله حوالي 1.5 كيلومتر ويوفر مجموعة من الخدمات المناسبة للعائلات والأطفال والتي تتضمن ألعاب الأطفال الرياضية والمائية وغيرها من وسائل الترفيه المختلفة. علاوة على ذلك، يشكل ركوب الخيل نشاطاً شعبياً يحظى بشعبية كبيرة لدى السكان والسياح على حد سواء هناك. وبذلك تكون شبه جزيرة كتارا قد حققت توازنًا رائعًا بين تقديم الجانبين الثقافي والترفيهي للسكان والسائحين.