هرم خوفو، المعروف أيضًا بالهرم الأكبر، يقع في منطقة الجيزة بمصر، ويعتبر أحد عجائب الدنيا السبع القديمة. هذا البناء الضخم ليس مجرد شاهد تاريخي فحسب، بل إنه شهادة على مهارات الهندسة والمعرفة العلمية التي امتلكها القدماء المصريون. يرجع تاريخ تشييده إلى حوالي العام 2580 قبل الميلاد واستغرقت عملية البناء ما بين عشرة إلى عشرين عامًا. يبلغ ارتفاع الهرم نحو 147 مترًا عند اكتماله، مما جعله أعلى مبنى صنعته يد الإنسان لمدة ثلاثة آلاف وخمسمائة عام تقريبًا! تتكون أساساته من ملايين الحجارة التي تُقدّر بنحو ٢٫٣ مليون قطعة حجريّة مُرتبة بدقة شديدة لتشكيل شكل رباعي الأطراف منتظم زاوية درسته تمامًا باتجاه النقاط الأساسية للنظام الشمسي الأرضي للأرض, وهي الشمال والجنوب والشرق والغرب. أما غلافه الخارجي فقد تألف بشكلٍ رئيسي من طبقات سميكة ومستوية من الأحجار الجيرية ذات لون أصفر ذهبي ناصع مما يعطي شكلاً متناسقا وجذاباً للغاية .

أما بالنسبة لبنائه الداخلي فهو أمر يستحق الدراسة والتأمل حقا ، فالأسوار والأفنية الداخلية زينت برسومات وتسجيل نقوش هيروغليفية رائعة تحكي قصة حياة وملوك وسلالات ودين المصري القديم ؛ وفي وسط تلك التحفة يوجد غرفة للدفن تحتفظ بجسد ملك البلاد حينذاك ' خوفو ' -الملقب أيضا بخفرع- الذي قام ببنائه أصلا كمزار له . وهناك أيضاً غرفتين أخرتين : الأولى تسمى "غرفة الملك" لكن الاسم ليس صحيحاً إذ أنها ليست مخصصة للمرأة زوجة الخديو ولكن عوضاً عنها احتلت مكاناً محترماً لدى أهل ذلك الزمان؛ أما الثانية فتظل لغزا محيرا حول سبب تركيبها ولم يتم الانتهاء منها نهائياً رغم جهود المهندسين آنذاك. إضافة لذلك فإن أحد الأقسام المهملة نسبياً كانت تحتوي علي مدخل يؤدي إلي ممرا طويل واسع وباطن أرضياته منحدر قليلاً لإعطائها شعورا بالسلاسة أثناء المشي عليه واستخدام عربات النقل الخاصة بتقديم الطعام والشراب خلال الرحلات الطويلة داخل دهليز الموت المقدسان والذي اصبح فيما بعد يعرف بــ'معرض'. وبعد وفاة صاحب القرار المصيري لهذا العمل العملاق تمت برمجة الآلية الأمنية بإحكام الباب الرئيسي لمنعه فتح مرة اخرى ولمنع عبث الآخربن بذلك المكان المحظوظ إلا أنه ومع مرور الوقت تعرض للتدمير والحفر وكشف بعض سروره المخفية نتيجة اعمال التنقيب المختلفة.