وهران، العاصمة الغربية للجزائر الجميلة، هي مدينة غنية بتاريخ طويل وحاضر مشرق. هذه المدينة التاريخية والثقافية ليست مجرد وجهة للسياحة؛ بل إنها تحفة فنية تنبض بالحياة عبر معالمها العديدة التي تعكس تراثها الثقافي المتنوع. دعونا نتعمق أكثر في بعض أشهر هذه المعالم التي تجعل من وهران جوهرة حقيقية على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
قلعة سانت كروز: حصن الماضي الاستراتيجي
تتجسد قوة الماضي والاستقرار الحالي في قلعة سانت كروز. بنيت هذه التحفة الهندسية الرائعة بواسطة الإسبان في الفترة بين 1577 و1604 ميلادياً، وعلى قمتها يوجد مصلى صغير يعلوه رمز عزيز لكل الجزائريين وهو تمثال مريم العذراء. الموقع الجغرافي لهذه القلعة فوق جبل مرجاجو جعلها محصنة ضد التغيرات الزمنية والأحداث السياسية. اليوم، تعد زيارة هذا المكان جزءاً أساسياً من التجربة الثقافية لأي شخص يزور وهران.
مطار وهران الدولي: بوابة المدينة نحو العالم
لا يمكن الحديث عن معالم وهران دون ذكر مطار السانية الدولي، والذي يعد بالفعل رئة اقتصادية هامة للمدينة. بني خلال الحرب العالمية الثانية من قبل الفرنسيين، ويجري توسيعه حالياً لتلبية الطلب المتزايد. إضافة لمدرج جديد سيسمح بمزيد من الرحلات الدولية والإقليمية، مما يؤكد مكانة وهران كنقطة وصل مهمة داخل المنطقة وخارجها.
عين الترك السياحية: تجمع بين الطبيعة والفخامة
تعكس عين الترك جمال واحتفالية الحياة الحديثة وسط قلب مدينة قديمة. هنا، يجتمع النسيم المنعش للأمواج البيضاء لغرب المتوسط مع خدمات راقية تقدمها فنادق عالمية المستوى ومعالم مثل مجمع أندلسيا السياحي الذي يحظى بإطلالات خلابة على تلك المياه الزرقاء الهادئة. بالإضافة لذلك، يتميز البرج المثالي لعائلة سانتا كروز بتصميمه المعماري الفريد وأصالته التاريخية.
منطقة سيدي هوار: شاهد حي على تأريخ متعدد الحضارات
رحلة إلى سيدي هوار ستكون رحلة عبر الزمن تتوقف عند كل فصل من فترات التأثير المختلفة عليها. فهذه المنطقة ذات موقع مميز على سفوح جبل مرجاجو وتمثل جغرافياً نقطة اتصال بين الأرض والشاطئ مباشرة. أنها تحمل أدلة واضحة لحضارات متنوعة تركت بصماتها هنا منذ القرون الوسطى حتى وقت الاحتلال الأوروبي الأخير. المسجد الكبير فيها -مسجد الباشا- شاهداً آخر على روعة فن معماري يعود للعصر العثماني.
بالإضافة لهؤلاء الأعمدة الشهيرة لوهران، هناك العديد من المعالم الأخرى الجديرة بالذكر والتي تضيف عمقاً ثقافياً وسياحياً للمدينة. ميناء وهران الضخم الذي يستقبل سفن الشحن والسفن السياحية بكامل سعته التشغيلية هو مورد أساسي للنشاط الاقتصادي المحلي والإقليمي كذلك. أما بالنسبة للهيئة الأكاديمية والبحث العلمي، فإن وجود جامعتي وهران وجامعة العلوم والتكنولوجيا يدلان على اهتمام الحكومة الجزائرية بدفع عجلة التعليم والابتكار إلى الأمام. ولا تنس متحفي البلدية وتلمسان الذين يكشفان جانباً دفيناً من التاريخ الإنساني والحضارة الإنسانية بشكل عام من خلال عرض قطع أثرية تاريخية ثمينة تغطي فترة طويلة تمتد لبدايات العلاقات الأولى للإنسان مع بيئة البحر الأبيض المتوسط وما بعدها حتى حقبة الحكم الروماني المبكر وبعد ذلك الفتوحات الإسلامية لاحقا . وأخيراً وليس آخراً ، مكتبت "أوبر"التاريخية أيضا دليل دامغ ٍ لمكانتها الثقافية وتعزيز مستوى وعي المجتمع بها وبماضيها المشرف أمام الأعين جميعا . وهكذا، توضح لنا هذه المعالم فقط جانب واحد فقط من شخصية مدينة نابضة بالحياة ومتعددة الطبقات تعتبر واحدة ضمن أجمل المدن الموجودة حول حوض شمال أفريقيا والعالم العربي – وهران!