- صاحب المنشور: زهور بن معمر
ملخص النقاش:مع تزايد اعتماد الذكاء الاصطناعي (AI) في مختلف القطاعات الصناعية حول العالم، يصبح تأثير هذه التقنية على سوق العمل موضوعاً شائكاً ومثيراً للنقاش. بينما يشير البعض إلى أنه سيؤدّيَ إلى فقدان عدد كبير من الوظائف بسبب الاستبدال الآلي للأعمال البشرية الروتينية، يُجادل آخرون بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يخلق فرص عمل جديدة تماما ويحسن الإنتاجية الكلية للسوق.
التحديات المحتملة
إن أحد أكبر المخاوف المرتبطة بتوسع استخدام الذكاء الاصناعي يكمن في احتمال تعويض العمال البشريين بأجهزة روبوتية تعمل بالذكاء الاصطناعي. هذا الأمر قد يحدث أكثر في الأعمال التي تتطلب مهارات أقل أو تكرار العمليات نفسها باستمرار مثل تلك الموجودة في التصنيع والخدمات اللوجستية والتجزئة والتوزيع وغيرها الكثير. وفي بعض الحالات، قد يتم تحويل هذه الأدوار التقليدية لتصبح وظائف مبتكرة تحتاج المزيد من الخبرة والمعرفة البرمجية الخاصة بالروبوتات والأتمتة مما يت طلب المزيد من التعليم والتدريب المتخصص للعامل البشري لتلبية متطلباتها الجديدة.
على سبيل المثال، وفقًا لدراسة أجرتها شركة McKinsey & Company عام 2018، فإن حوالي 40% من المهام الحالية يمكن لأجهزة الكمبيوتر الآن القيام بها بإتقان مستوى الإنسان أو حتى تجاوزه، وهذا الرقم مرشح للتضاعف بحلول العام 2035. ومن ثم فإنه ليس مستبعداً رؤية تغييرات كبيرة وتفاوت غير مسبوق بين الأغنياء الذين يستطيعون الوصول لهذه المهارات عالية المستوى وأولئك الذين لن يكونوا قادرين على اللحاق بركب الثورة الصناعية الرابعة القائمة حالياً والتي تشكل جزءا أساسيا منها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
الفرص الواعدة
في المقابل، يجتهد العديد من خبراء الاقتصاد والمستثمرين لاستغلال الفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي كمحرك للنمو الاقتصادي واستحداث نماذج أعمال مختلفة تماماً عن تلك المعروفة سابقا. حيث تساهم هذه التقنية في زيادة الكفاءة والإنتاجية عبر أدوات التشغيل الآلي للمهام اليومية الشاقة وبالتالي تمكين الأفراد والشركات من التركيز على مهمتها الأكثر قيمة وهي تطوير منتجات وخدمات أفضل لتحقيق مزيد من الربحية والاستدامة المالية طويلة المدى . بالإضافة لذلك ، فإن مجال الخدمات الذكية المبنية علي تقنيات AI ستخلق عددا ضخما جديد من فرص العمل ذات معدل مرتفع للدخل خاصة وأن هذه المجالات سوف تكون محترمة وغاية في التعقيد وستكون حاجتا داخل السوق العالمي سواء كان ذلك ضمن قطاع الترفيه والسفر والسياحة والصحة والعافية والقانون والنشر الإلكتروني وكل انواع الفنون المختلفة - كما ورد في دراسة نشرتها منظمة الأمم المتحدة عام ٢٠١٩-.
إذاً رغم وجود تحديات حقيقة أمام مجتمعنا الحالي جراء ظهور ثورات تكنولوجيه عميقة كتلك الناجمة عن انتشار شبكات البيانات الضخمة وتحليلbig Data وكذلك توغل انظمة الواقع الافتراضي VR و AR VRAR والواقع الموسع XR, الا انه ينبغي علينا إدراك الجانب الزاهر ايضا والذي يدفع نحو خلق عالم افضل وأكثر ازدهارا اقتصاديا اجتماعيا وثقافيا إذا استطعنا مواجهة ترسيخ ثقافة التأهيل المتجددة المستمرة لكل فرد وضمان الحصول علی كافة افراد المجتمع على التعليم الجيد والدعم اللازم لإعدادهم للمهن الحديثة تلبي احتياجات السوق الجديد الذي يبدو وكأنّه أصبح رهن التنفيذ بالفعل وليس مجرد تخمين بعيد المنال!
