عاصمة جمهورية جيبوتي هي مدينة "جيبوتي"، والتي تعد أيضًا أكبر مدن البلاد من حيث عدد السكان. تقع هذه المدينة الاستراتيجية على الساحل الجنوبي لخليج تاجورا، وهو المدخل الرئيسي لخليج عدن. يعود تأسيسها إلى العام ١٨٨٨ ميلادية عندما أسس ليونس لاغارد ميناءً هنا. سرعان ما أصبحت مركزًا حيويًا لتبادل التجارة بين إثيوبيا والبحر الأحمر، وانضم إليها لاحقًا رصيف للنفط. حافظت جيبوتي عبر التاريخ على مكانتها الاقتصادية الهامة، حتى أنها اختيرت كمركز حر بحري منذ العام ١٩٤٩.
تشتهر العاصمة بكثافة سكانية متنوعة بأصول أفريقية وعربية مختلفة مثل الصومالية والعفرية والإثيوبية وغيرها. تساهم خلفيات المتحدثين المحليين بلغات عديدة - بما فيها العربية والفرنسية والكينية والأمهرية- بدور كبير في غنى ثقافتهم الفريدة والتاريخ الطويل لهذه الأرض. شهدت جزيرة داسول قرب شواطئ جيبوتي بعض المعارك البحرية الشهيرة أثناء حروب تحرير السودان البريطاني ضد القوات التركية وحملة حملة نابليون بونابرت الفرنسية نحو مصر.
في السنوات الأخيرة ومع ازدياد النشاط البحري والملاحي عالمياً، استعادت مدينة جيبوتي زخم طاقتها التجارية مرة أخرى وأصبحت وجهة رئيسية لخدمات تأجير القوارب والسفن العملاقة الراسية لقضاء فترات انتظار طويلة قبل مواصلة رحلاتها حول العالم. يدعم البنية التحتية الحديثة للمدينة مجموعة واسعة من الخدمات السياحية والفندقية التي أثبتت قدرتها على جذب الزائرين المهتمين باستكشاف جمال وروعة الثقافات الأفريقية التقليدية.
على الرغم من التحديات الطبيعية كالبيئة الصحراوية القاسية والصراعات المحلية المتكررة، إلا أن الشعب الاندفاعي لجيبوتي قد نجح في التحكم بالأوضاع واستعادة سمعة بلاده كجسر بري ووطني هام لدول الشرق الأفريقي كافة عبر خطوط سكك الحديد والمسارات البرية الرئيسية الواصلة بها بإثيوبيا ودولا اخرى مجاوره لها .
