تعد عمّان، العاصمة التاريخية للمملكة الأردنية الهاشمية، الوجهة الرائدة للسياحة الثقافية وتحتل المرتبة الثانية بين المدن الأكبر في البلاد بعد إربد الواقعة شمال البلاد. تتميز هذه المدينة النابضة بالحياة بمزيجها الفريد من العمارة القديمة والتطور الحديث، مما يعكس تاريخاً غنياً تتراوح جذوره إلى آلاف السنين. تُعرف عمّان أيضاً باسم "مدينة الألف معلم"، وهي تحتضن مجموعة متنوعة من الآثار الرومانية والإسلامية التي تشهد على عصور متعددة مر بها هذا المكان الجميل.
تاريخياً، كانت منطقة عمان موطنًا للإنسان منذ زمن طويل قبل الميلاد، وذلك وفقا للآثار المكتشفة هناك والتي تعود للعصر البرونزي المتأخر. لكن شهرتها العالمية بدأت في القرن الثالث قبل الميلاد حينما سُميت "فيلادلفيا"، نسبةً لملك مملكة بيت الأردن آنذاك. خلال الحقبة الإسلامية، لعبت عمّان دوراً استراتيجياً كمركز تجاري هام على طريق القوافل الشهير المعروف بطريق الحرير. وفي العصر الحديث، شهدت المدينة تطوراً وتحديثاً سريعين جعل منها مركزاً اقتصادياً وثقافياً بارزاً في المنطقة.
تُعتبر قلعة عمّان أحد أهم معالم المدينة السياحية. تم بناؤها فوق موقع قديم يُعتقد أنه كان جزءاً من حصن روماني سابق. اليوم، تقدم القلعة لمحات رائعة حول الماضي الغابر للأردن والعالم القديم بشكل عام. بالإضافة لذلك، يوجد متحف الدير القديم الذي يضم أعمال فنية وفخاريات ومصنوعات أخرى تعكس تراث عمان الطويل والممتد عبر الزمن.
بالانتقال إلى جوانب الحياة الحديثة، تحتضن عمّان العديد من مراكز الأعمال والأسواق التجارية الراقية مثل شارع الرينبو وحديقة الملك عبد الله الثاني للتسوق. كما أنها تضم مجموعة واسعة من المطاعم التي تقدّم كل أنواع المأكولات المحلية والدولية. أما الجانب الترفيهي فهو مكتملاً مع دار الأوبرا الوطنية الأردنية ومسرح البلد المشهور بإستضافة فعاليات ثقافية وترفيهية مختلفة.
في المجمل، تعتبر عمّان ليست مجرد مدينة كبيرة، بل هي قلب نابض للحركة الثقافية والسياحية في الأردن. إنها شهادة حية لتاريخ الشرق الأوسط الغني ومتجدّد دائمًا برؤيةٍ مستقبلية مليئة بالأحلام والأعمال الجديدة.