دمشق، التي تُعرف اليوم بعاصمتها لسوريا، تعتبر أقدم عاصمة في التاريخ. اسمها يعود إلى جذور تسبق اللغة السامية، مما يشير إلى تاريخها العميق. موقعها الاستراتيجي بالقرب من مصادر المياه الطبيعية جعل منها مستقرًا للحضارات الإنسانية عبر الزمن. من أبرز الألقاب التي حازتها دمشق هي "لؤلؤة الشرق"، وتضم العديد من المواقع الأثرية الهامة مثل المسجد الأموي وضريح صلاح الدين الأيوبي.
تبلغ مساحة دمشق 43 كيلومتر مربع، وتطل على نهر بردى. وقد شهدت المدينة زيادة كبيرة في عدد السكان في السنوات الأخيرة بسبب هجرة الريفيين إليها بحثًا عن العمل أو التعليم، حيث بلغ عددهم حوالي 1,569,394 نسمة حسب إحصاءات عام 2019.
تعاقبت على دمشق العديد من الحضارات العريقة، بدءًا من المصريين القدماء في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، مروراً بالإسرائيليين بقيادة الملك داود، والآشوريين عام 732 قبل الميلاد، ونبوخذ نصر عام 600 قبل الميلاد، والفارسيين عام 530 قبل الميلاد، والإسكندر الأكبر عام 333 قبل الميلاد، والأنباط عام 85 قبل الميلاد، والرومان عام 64 قبل الميلاد.
في القرن السابع الميلادي، أصبحت دمشق عاصمة للخلافة الأموية، واستمرت كعاصمة حتى القرن الثامن. بعد ذلك، شهدت المدينة حكم السلاجقة والمماليك والعثمانيين. وفي القرن العشرين، أصبحت جزءًا من سوريا المستقلة بعد جلاء الاحتلال الفرنسي.
بالإضافة إلى دمشق، هناك مدن عربية أخرى ذات تاريخ طويل مثل أريحا وحلب والجبل وصيدا والقدس. وفي العالم الأجنبي، تعد أثينا وأرغوس في اليونان ولويانغ في الصين من أقدم المدن.
هذه المدينة العريقة، دمشق، هي شهادة حية على تاريخ البشرية الطويل والمتنوع.