تقع مدينة قليوب، الواقعة شمال العاصمة المصرية القاهرة مباشرةً، في ذروة دلتا نهر النيل الخصبة. تعتبر هذه المدينة ذات الموقع الاستراتيجي نقطة ربط هامة بين الضفتين اليمنى واليسرى للنهر، مما يعكس دورها الحيوي منذ القدم. تعود جذور قليوب التاريخية إلى العام 641 ميلادي، حين أسسها الفتح الإسلامي تحت قيادة عمر بن العُثَمان لجسرٍ فريد يصل رواقيَيّ روsetta ودمياط، ما يؤكد أهميتها المحورية في فتح المنطقة.
على الرغم من تعرضها لأحداث مؤلمة خلال فترة الاحتلال الفرنسي ونسبياً أثناء حكم سلاطين بني محمديين، إلا أنها حافظت على مكانة خاصة ضمن الخريطة السياسية لمصر عند انتقال السلطة للحكم المصري الحديث. وقد شهد القرن الماضي تغييرات كبيرة فيها؛ إذ انتقلت من كونها عاصمة لإحدى المقاطعات إلى كونها محوراً رئيسياً داخل محافظتها الناشئة حديثاً، القليوبية. هذا التحول يعكس مرونة المجتمع القديم للعاصمة القديمة وتطوره مع مرور الزمن.
تشتهر قليوب بتراث معماري أصيل يحتفل بتاريخها الثقافي الغني والمعقد. إن مسجدها المركزي العملاق والذي تم ترميمه بشكل جمالي مذهل في مطلع الثمانينات الميلادية يعد مثال بارز لهذا اللبنات العمرانية المتنوعة المكونة للهوية الخاصة بالحاضر. علاوة على ذلك، فإن موقعها الجغرافي المميز جعل منها ملتقى طرق رئيسيًا تربط البلاد بطرق المواصلات البرية والسكة الحديدية الهامة الرابطة بين مدينتي القاهرة والإسكندرية. تصب مجاري المياه الطبيعية لهذه المدينة أيضًا دورًا مفيدًا؛ فهي تشكل جزءًا حيويًا لمنظومة الري التي توفر الغذاء اللازم لسكان القرية البالغ عددهم حوالي ١٠٠ ألف شخص يغذي معظمهم اقتصاد البلدة بسلسلة غذائية مبنية أساساً علي زراعه محصوليات مختلفه مثل القطن والذره وغيرهما. كما يمكن اعتبار قرب حقولاتphosphate basalt الأخرى لصالح المؤسسات الكبرى المنتجة لاحداً اسمدة وكبريتيك زيت وأخرى كيماوية مصدر رزقي مهم آخر يساهم بدعم الاقتصاد المحلي كذلك. كل تلك المعطيات مجتمعه تخلق صورة شاملة حول تاريخ وثراء وثراء حياة أهل قبيله وماضيهم وحاضرهم وجاذبيتهم المستقبليه بغض النظر عن تحديات اليوم .
