تتمتع مصر بشريط ساحلي ساحر يمتد على طول البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، ويحتضن العديد من المدن التي تعكس تاريخها الغني وتجتمع فيها مع جمال طبيعتها. هذه المدن ليست مجرد وجهات سياحية شهيرة فقط، بل هي أيضًا مراكز مهمة للثقافة والتاريخ المصري. سنستعرض هنا بعضاً من أشهر تلك المدن وما تحتويه من كنوز تاريخية وطبيعية فريدة.
مدينة الإسكندرية، المعروفة باسم "حورية البحار"، تعد أول المدن المصرية التي نذكرها. تأسست على يد الإسكندر الأكبر عام 331 قبل الميلاد وهي ثاني أكبر مدينة في البلاد بعد القاهرة. تتميز المدينة بموقع استراتيجي على ساحل البحر المتوسط مما جعل منها ميناءً رئيسياً عبر العصور. تشتهر الإسكندرية بمعلمها الشهير المكتبة القديمة للإسكندرية والتي كانت واحدة من أهم وأشهر مكتبات العالم القديم. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي المدينة على المتحف القومي بالإسكندرية والذي يعرض مجموعة واسعة ومتنوعة من الآثار والمعروضات الفنية والأثرية التي ترجع لأكثر من ستة آلاف سنة. كما تحتضن الإسكندرية قلعة قايتباي الشهيرة والتي تم بناؤها فوق قلعة بطليموس الثالثة الأصلية خلال فترة حكم السلطان حسن بن محمد بن قلاوون في القرن الرابع عشر.
وفي الشرق، تقع شرم الشيخ، إحدى الوجهات السياحية الأكثر شهرة في العالم العربي. تدعو شرم الشيخ الزوار للاستمتاع بالشواطئ الرملية البيضاء ومياه البحر الأحمر الصافية والشعب المرجانية الملونة التي توفر بيئة غنية بالحياة البحرية النابضة بالحياة. تعتبر شرم الشيخ وجهة مثالية لممارسة رياضات مثل الغوص وصيد الأسماك والاسترخاء تحت أشعة الشمس الدافئة.
بالانتقال جنوباً نحو البحر الأحمر، نصل إلى مدينة الغردقة. رغم كونها مركزاً حديثاً نسبياً مقارنة بالأخرى، لكنها اكتسبت شعبية كبيرة بسبب موقعها الجميل وشواطئها الخلابة. تضم الغردقة منتزه صن رايز للغوص، وهو واحد من أفضل أماكن الغوص في المنطقة لما يحوي عليه من الشعاب المرجانية والكائنات البحرية المختلفة. علاوة على ذلك، تقدم المدينة مجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية الأخرى بما في ذلك ركوب الدراجة الرباعية وكرة القدم الشاطئية وغيرهما الكثير.
ختاماً، تجسد كل مدينة ساحلية في مصر جانباً خاصاً من تراث البلاد وحضارتها الطويلة والعريقة. سواء كنت تبحث عن التاريخ والحضارة أو الراحة والاستجمام وسط المناظر الجميلة، فإليك قائمة رائعة للاختيار فيما بينها عند زيارة مصر المحبوبة.
