مدينة جدة: بين حضارة الماضي ورونق المستقبل

التعليقات · 0 مشاهدات

تُلقّب مدينة جدة، الواقعة غرب المملكة العربية السعودية، بلقب "عروس البحر الأحمر". هذا اللقب ليس مجرد مجاملة، ولكنه انعكاس حقيقي لجمال هذه المدينة وشها

تُلقّب مدينة جدة، الواقعة غرب المملكة العربية السعودية، بلقب "عروس البحر الأحمر". هذا اللقب ليس مجرد مجاملة، ولكنه انعكاس حقيقي لجمال هذه المدينة وشهادات تاريخها وروعتها الحديثة. تعد جدة العاصمة الاقتصادية والسياحية للسعودية، وهي موطن لأشهر الموانئ البحرية في المنطقة التي تربط البلاد بالعالم الخارجي عبر التجارة والاستيراد.

تتمتع جدة بموقع استراتيجي على ساحل البحر الأحمر، حيث تحتضن مياهه زوارها بسحر خاص يُشعر بالاسترخاء والراحة. تبعد عن العاصمة الرياض حوالي 949 كم، وعن مكة المكرمة نحو 79 كم فقط. أما بالنسبة للعاصمة الدينية الثانية للمسلمين، فهي تبعد عنها مسافة 420 كم تقريبًا. تُمثل جدة ثاني أكبر المدن السعودية بعد الرياض، إذ تغطي مساحة تقدّر بنحو 70 كيلومتراً من الشمال إلى الجنوب وبنحو 50 كيلومتراً شرقاً. يقدر تعداد سكانها بما يقارب أربعة ملايين فرد، مما يؤكد مكانتها كمركز حيوي نشط في المملكة.

وبفضل موقعها الفريد قرب البحر الأحمر، تتعرّض جدة لمنطقة المناخ الاستوائي الرطب خلال الصيف والحمضي المعتدل في فصل الشتاء. ومن جانب آخر، تعكس تنوعاتها الثقافية والتاريخية عمق جذورها القديمة والتي يمكن مشاهدتها لدى زيارتها المتاحف والمعارض المختلفة.

تشكل وجهات سياحية متميزة تجربة فريدة لكل زائر لهذه المدينة النابضة بالحياة: بداية من جزيرة الشراع كورنيش جدة التي تقدم لوحة طبيعية خلابة مع توافر مراكز التسوق والمطاعم والفنادق ذات الجودة العالمية المطلة مباشرة على البحر. ثم هناك نافورة الملك فهد العملاقة -المعلنة رقماً قياسياً عالمياً عالمياً حسب موسوعة غينيس- والتي تطلق المياه عالياً فوق مستوى ٣٠٠ متر لتتحول ليلاً إلى عرض مبهر للإضاءات الملونة. وفي قلب الحياة البحرية يجلس فقيه أكواريوم بجده ليستعرض مجموعة واسعة من الحيوانات البحرية البرية بدءاً من سمك القرش وانتهاء بفقمات البحر. ولا يفوت محبو المغامرات فرصة التنزه برياضة الغوص وسط عجائب الطبيعة المرئية تحت مياه البحر الأحمر عبر منتجع غواصيني بحر الصحراء.

بالإضافة لما سبق ذكره، يحظى الزائر الفرصة لرؤية التصميم الهندسي الحديث لمسجد الرحمة العائم وهو أول بناء كهذا النوع بالمملكة العربية السعودية خصيصاً لكائنات الله الدنية. أخيراً وليس آخراً، يستطيع عشاق التاريخ التعرف أكثر حول تراث جدة القديم بزيارة متحف الآثار المحلية الذي يحتفظ بإرث ممتاز يعود عمر بعض المعروضات فيه لنحو السبعون عاماً مضت! إنها فعلا جوهرة تختزل كل جوانب الحياة البشرية وتستحق حقا اختيارها لتكون وجهتنا المقبلة للاستمتاع بالسياحة الترفيهية والثقافية بتفرد وسحر منطقة القرن الأفريقي العربي الخاص بها.

التعليقات