تُعتبر مدينة تشوانتشو، والمعروفة أيضًا باسم مدينة الزيتون، واحدة من أجمل المدن وأكثرها غنى ثقافيًا في شرق آسيا. تاريخ هذه المدينة الطويل يعكس تأثير تواريخ مختلفة، بدءًا من حضارات ما قبل التاريخ حتى عصرنا الحديث. اكتسبت تسميتها الفريدة بسبب ارتباطاتها مع الثقافة العربية القديمة.
تبعد مدينة الزيتون حوالي 17 كيلومتراً شمال شرقي محافظة تشيوانتشو في جنوب شرق الصين. تغطي مساحة تقدر بحوالي 1,569 كيلومتراً مربعاً، ويتراوح تعداد سكانها بين مليون ونصف مليون نسمة حسب آخر الإحصائيات الرسمية. تتميز موقعها الاستراتيجي بموقعها المركزي بين مدينتي جياني ولوهي، مما يجعلها مركزاً هاماً للتجارة والسفر منذ آلاف السنوات.
يشتهر مناخ المدينة بتغير الفصول بشكل واضح ومميز. خلال فصل الصيف، ترتفع درجات الحرارة لتصل إلى 38 درجة مئوية، بينما تنخفض خلال الشتاء لتصل إلى نقطة التجمد. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر العواصف الرعدية والعواصف المدارية الموسمية سلبياً على البنية التحتية للمدينة. ومع ذلك، فإن جمال الطبيعة المحيط بها يبقى ثابتاً وجذاباً طوال العام.
من أشهر المواقع السياحية والتاريخية داخل المدينة حطام سفن خشبية تم اكتشافها مؤخراً في خليج تشوانتشو وخارجيته الشمالية الشرقية. هذا الاكتشاف أثبت مكانة المدينة التجارية الهامة في الماضي. ومن المعالم الدينية بارزة برجَيْ معبد كايوان الصيني التقليدي ذو التصميم الفريد المستوحى من الهندسة اليابانية. كذلك، يشتهر أحد المعابد بنصب تذكاري ضخم مصنوع من الحجر باسم Laojun Taishang Dadi والذي يعد واحداً من أكبر النصب بهذا الشكل في جميع أنحاء الصين. علاوة على ذلك، يوجد العديد من الأديرة والأماكن المقدسة الأخرى المرتبطة بمختلف التقاليد الروحية والثقافية المحلية والدولية المختلفة بما فيها الاسلام والمسيحية والبوذية وغيرها الكثير.
بالإضافة إلى دورها الرئيسي كمركز ثقافي وديني مهم، تحتفل مدينة الزيتون رسميًا بيوبيلها الثاني عشر بعد الميلاد كمؤرخ لها، مما يؤكد أهميتها التاريخية والجغرافية الدولية خاصة وأن اسم "الزيتون" ليس مرتبط فقط بتاريخها ولكن أيضاً رمزاً للعلاقات الثنائية الحيوية مع البلدان العربية والإسلامية المجاورة لها وبقية دول العالم.