تقع مدينة بابل، الواقعة في قلب العراق، جنوب مدينة بغداد بحوالي ٨٠ كيلومتراً. رغم أنها ليست كبيرة بالسكان حالياً حيث يقدر تعداد أهلها بما يقرب مليوني نسمة وفق آخر تقديرات أجريت عام ٢٠١٤؛ إلا أنه عبر حقبة طويلة امتدت لأكثر من ثلاثة آلاف سنة مضت، برزت بابل لتكون مركزاً هاماً للحضارة الإنسانية الأولى. تعود جذورها لبداية القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد عندما أسس الملك العموري "حمورابي"، مؤسس الدولة الآرامية الشهيرة، مجداً جديداً للعاصمة حينذاك.
اسم "بابل" نفسه غني بالأصول المختلفة والتاريخ الغني. يُعتقد بأن الأصل يرجع لكلمة سومرية تعني مدينة بوابة الآلهة، مما يوحي بالعلاقة الوثيقة بين السكان القدماء والإلهيّة. ومع تقدم الثقافات المتداخلة من أكديين وسومريين وغيرهم ممن تسلسلوا الحكم بعد الأكاديين، تطورت دلالات هذا الاسم ليصبح رمزا لقوة ومجد المدينة.
وتشتهر بابل بموقعها الجغرافي الخاص ومناخها الفريد. ترتفع فوق مستوى سطح البحر حوالي ثلاثين متراً فقط، لكن موقعها الاستراتيجي قرب نهر الفرات جعلها محور تجاري مهم طوال فترة ازدهارها. تتمتع المناخ الصحرواي حارا وشديد الجفاف مع هطول أمطار قليلة نسبيا. تتراوح درجات الحرارة العالية وسطوع الشمس معظم أيام السنة مما يشكل تحديا للسكان ولكن أيضا يعطي خصائص فريدة للأراضي الزراعية المحلية.
ومن أشهر آثارها الحارس الشهير لأسد بابل المصنوع من حجارة ضخمة والذي يعد واحدا من أكثر الفنون بازخارا في تلك الفترة المبكرة للتاريخ الإنساني. بالإضافة لفانتاستيكية مدخل عشتار الرائع المصمم بدقة ومهارة عالية وزخارفه الخشبية الملونة والنباتية بتصميماتها الجميلة المستمدة من العالم الطبيعي المحيط بها. ليس هناك من ينسى روعة التصميم الهندسي لحضائر البستان المعلق - أحد عجائب الدنيا السبع - والتي تعتبر شهادة على عبقرية الإنسان البدائية وبراعته في استخدام التقنية لتحقيق الأهداف العملية والفنية جنبا إلى جانب . كما تحظى سور المدينة بشهرة عالمية نظر لما يتمتع به تصميمهما العظيم حول البلدة كاملة وحجمه الضخم الذي بلغ أكثر بكثير من ١٠٥ أمتار ثمنا وعرضا يجسد مدى قوة دولة بابل وآثار حضارتها العميقة التأثير في جميع جوانب الحياة اليوميه لإذنذاك الوقت .
اعتمد الاقتصاد المحلي اعتمادا رئيسيا على القطاع الزراعي لصالح إنتاج الغلات القمحية والبقوليات وكذلك الأشجار المثمرة كالزيتون مثلا وذلك بسبب طبيعه المنطقة القاحله نسبيا ولاقتصاد سياحي نابض بالحياة يستقطب ملايين الزوار كل موسم ذوات اهتمامات بالتراث العالمي والحفاظ عليه واستحضاره أمام العامة بحثا عن المعرفة والسفر والثراء الثقافي الجمعي لكل البشرية الحديثة .