حوطة بني تميم، إحدى مراكز محافظة حريملاء، تضم بين جنباتها قبيلة عريقة عرفت بكرمها وجودها. تتقاطع حدود المحافظة شمالاً مع الخرج، وجنوباً مع الأفلاج، شرقاً بالبياض، وغرباً بنعام، مما يعكس موقعها الفريد داخل المملكة العربية السعودية. هذا الموقع الاستراتيجي ساهم في ازدهار اقتصادها المبني أساساً على الزراعة الغنية والموارد الطبيعية الوفيرة.
يقوم الاقتصاد المحلي لعائلتَيْ "عبادل" و"بنو عمرو"، بالإضافة لأسر أخرى عديدة تابعة لقبيلة بني تميم، والذي يعد أحد ركائزه الرئيسية؛ نظام الري التقليدي الدقيق لإنتاج مأكولات متنوعة كالتمور والسيف والخضري وغيرها. وقد برعت تلك المجتمعات أيضاً بالحرف اليدوية المتعلقة بزراعتهم ورعيهم والإبل والماشية المنتشرة حول قرى المحافظة النائية.
إن لم تكن موارد النفط والغاز المكتشفة مؤخراً تشكل جزء حيوي آخر من ثرواتها الطبيعية الهائلة! أما المناخ المقارٍ له درجات حرارية مرتفعة نسبياً خلال فصل الصيف مقابل برودة متوسطة نسبيًا أثناء الشتاء -بشكل عام-. فيما تظل هطول الأمطار أمر غير معتاد عليها بسبب طبيعتها الصحراوية الجافة.
في ظل كل ذلك، يناهز تعداد السكان الحالي لحوطة بني تميم الثلاثين ألف فرد وفق إحصائيات رسمية موثوقة -على الرغم من اختلاف مصادر تقدير العدد-. وتُظهر دراسة حالة للسكان أن غالبية سكانه تنتمي للقومية العربية وينطق أكثر منهم اللغة العربية العامية الفصحى للمملكة العربية السعودية بمختلف اللهجات الخاصة بكل أسرة وعائلة ضمن هذه البوادي الواسعة. لذلك يمكن اعتبار طابع الحياة الاجتماعية هناك قائمٌ أساسه روح الأخوة والمحبة والعلاقات التقليدية الراسخة منذ القدم والتي تزدهر حتى الآن عبر صدور الأدباء الشعراء الذين حفظوا ذكرى مجدهم ومآثر آبائهم وماضيهم المشرف للعالم الخارجي أيضًا.
ومنذ نشأتها الأولى قبل توحيد البلاد الحديثة، لعبت حوطة بني تميم دورًا بارزا في مقاومة الاحتلال التركي للدولة السعودية الثانية دفاعا عنها واستعادة استقلال الوطن ضد العثمانيين وبقية القوات الاجنبية المعتدية الأخرى آنذاك. ليستمر مساندتها ودعمها لقادة الوطنية بالموارد البشرية والمادية والغطاء السياسي اللازم للاستقلال الوطني السعودي المستقل مبكرًا объявить سيادته القانونية والدينية داخليا وخارجيًا أمام العالم المتحضر وقتئذٍ.
