تقع مدينة الفاو، إحدى مدن ولاية القضارف السودانية، في الجزء الغربي منها، تحديدًا عند خطوط طول قدرها 34 درجة و19 دقيقة شرق خط غرينتش وعرض حوالي 14 درجة و9 دقائق شمال خط الاستواء. ترتفع هذه المدينة الجميلة على ارتفاع بلغ نحو 439 مترًا فوق مستوى سطح البحر، مما يعطيها مكانة مميزة ضمن المشهد الطبيعي الخلاب. تحيط بها مجموعة من البلديات والمناطق المختلفة بما يشمل محلية الحواتة جنوبًا، ومحلية البطانة شمالًا، بينما تحدها غربًا ولاية الجزيرة وجنوب غرب ولاية سنار، بالإضافة إلى محلية وسط القضارف شرقًا.
تاريخيًا، تم إنشاء الفاو بشكل حديث نسبيًا، إذ تعود جذورها لأوائل سبعينات القرن الماضي عندما بدأ العمل المؤسسي لها عام 1977م. اليوم، تعد المدينة جزءًا أساسيًا من هيكل الحكم الإدراي لولاية القضارف، ويتشابك الاقتصاد المحلي هناك عبر ثلاثة أقسام رئيسية:
قطاع الزراعة: العمود الفقري للاقتصاد
يفخر اقتصاد الفاو بثرائه المتنوع الذي يقوده القطاع الزراعي بكلا طرائقه التقليدية والمروية. تساهم العديد من المحاصيل الرئيسية مثل فول الصويا والقطن وزهور الشمس والذرة البيضاء والخضر بنسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي للمدينة. أثمرت التربة المعدنية الثقيلة خصوبتها العالية وجودة المياه المتاحة لإنتاج كميات هائلة من مختلف المنتجات الغذائية الرائجة محليا ودولياً كذلك.
قطاع الثروة الحيوانية: دعم استقرار المجتمع
يحظى قطاع ثمار الأرض أيضًا باهتمام كبير داخل حدود المدينة. تزدهر حضائر ماشيتها بأنواع مختلفة تشمل الأبقار والإبل والدجاج وغيرها الكثير مما يساهم بإيجاد فرص عمل للشباب والعائلات المحلية. هذا التنوع يساعد على خلق بيئة صحية واستدامة اجتماعيا واقتصاديا لمجتمع الفاو.
جمال طبيعي ساحر: منحوتات طبيعية وحياة برية نابضة بالحياة
تتنوع مشهد الفاو الخارجي بشدة عبر توفر مناطق جبلية مذهلة مثل "فنيس" الذي يوجد إليه مسافة قصيرة نسبيا وهي تسعين عشر مرة واحدا وستون كيلومترا وكذلك أماكن أخرى قريبة أخرى تحمل اسم "سرجون" و"بويضات قلعة". تخلق هذه المنحدارات الشامخة مواقع مثالية للأعمال الخارجية والاستمتاع بمشاهدة النباتات والطيور البرية المقيمة هناك. وبجانب ذلك فإن فصول السنة تتغير أيضا بناء علي الاختلاف الكبير بدرجات حرارته والتي تؤدي بدورها لتغيير نمط حياة السكان بطبيعتهم الخاصة المزدوجة تنمو تحت طبقات ضيقة خلال فصل الصيف ثم تبدأ بالتزايد تدريجي حتى ذروتها أثناء أشهر الربيع والصيف قبل انطلاق موسم الخير الشهير بالأمطار السنوية والذي قد يصل الي اربعة ملميتر بالمعدل العام لكل منطقة فرديه .
الخدمات الطبية والبنية التحتية: ضرورة للحفاظ علي الصحة العامة
تحظى قرى ومجمعات المدينة بخدماتها العلاجية الأساسية وذلك بسبب انتشار مراكز صحية عديدة ومعروفة تقدم الرعاية الاولية لسكان المنطقة. ولكن تبقى بعض المعوقات الرئيسة جاثمة أمام تطوير المزيد من الفرص التعليمية والثقافية بصورة شاملة ، فعلى الرغم من امتلاك مطار صغير يستقبل رحلات صغيرة الأحجام إلا أنه بحاجة ماسة لاستحداث مطارات دولية لتحفيز زيادة التدفق التجاري والسياحي للمنطقة. علاوة علي ذلك فقد تعرض أحد المستشفيات الوحيدة الموجودة حالياً وهي مركز خدمات "الفاو المركزي"، لأزمات نتيجة الظروف المناخية المؤلمة التي شهدتها البلاد مؤخراً خلال عام ألفين وستة عشر ميلادي حينما ضرب المد البحري المدمر للسكان المحليين واقعهم المرير واضطر أغلب السكان للهجرة بحث عن ملاذ آمِن خارج الحدود الحالية لهم .
أما المسافات الداخلية فهي ذات أهميته كبيرة بالنسبة للتواصل الداخلي إذ يمكن الوصول إلي معظم المناطق المهمة بالقرب منه سواء كانت طرق تجارية أم زراعية أم موارد مائية بأقل وقت ممكن وسعر زهيد ايضا نظرا لقربه من العاصمة الخرطوم وهو ما يعني سهولة التعامل مع العالم الخارجي بكل تأكيد . فضلاً عن طريق طريق بري مباشر ممتد منذ قرن مضى تربطه مباشرة بتلك الموانئ النيلية ("بورت سوان") المطلة بساحلها الشرقي الضخم ولذلك فهو يعد نقطة وصل حيوي ستعود بالنفع لاحقاً لفوائد غير متوقعه اذا أحسن استخدام تلك الخطوط التجارية الدولية عموما .