مدينة الزقازيق: تاريخ وحضارة المدينة المصرية القديمة

التعليقات · 2 مشاهدات

تعتبر مدينة الزقازيق الواقعة شرق دلتا النيل واحدة من أهم وأقدم المدن المصرية التي تتمتع بتاريخ غني وثري يعود إلى العصور الفرعونية القديمة. هذه المدينة

تعتبر مدينة الزقازيق الواقعة شرق دلتا النيل واحدة من أهم وأقدم المدن المصرية التي تتمتع بتاريخ غني وثري يعود إلى العصور الفرعونية القديمة. هذه المدينة التاريخية تحمل بين ثناياها العديد من الآثار والمعالم الأثرية التي تعكس روعة الحضارات الماضية وتراث مصر الكبير.

تأسست مدينة الزقازيق خلال عهد الأسرة الثامنة عشر حوالي عام 1550 قبل الميلاد بحكم الملك تحتمس الثالث كمركز إداري لتسهيل إدارة منطقة الشرقية آنذاك. وقد سميت حينئذٍ "أخت حتب"، وهو اسم يعني "المنطقة الجميلة". أما اليوم، فتُعرف باسم الزقازيق نسبةً لكلمة "زقز" الدارجة والتي تشير إلى نوع معين من طيور الغرامة المنتشرة بكثافة حول المنطقة منذ القدم مما أدى لاعتبارها رمزاً لهذه المدينة النابضة بالحياة.

تشتهر مدينة الزقازيق بموقعها الاستراتيجي المحوري مما جعل منها مركزًا تجاريًا هامًا عبر العصور المختلفة. كانت تربط الطريق التجاري الرئيسي بين جنوب الصحراء المصرية وشمال أفريقيا، وكان مينائها القديم نقطة عبور رئيسية للمركبات البحرية التجارية المتجهة نحو أوروبا. ومن أشهر المعابد الموجودة بالزقازيق هو معبد "سو" والذي يقع الآن ضمن حرم الجامعة المستنصرية بزعم أنها كانت مسلخًا سابقًا لمقابر الفراعنة.

لم يكن دور المدينة مقتصراً فقط على الجانب الاقتصادي، بل لعب دوراً بارزا أيضاً في الحياة الاجتماعية والثقافية للشعب المصري. فقد كانت موطنًا لأحد أكثر المدارس العلمانية شهرة خلال القرن الخامس الهجري تحت قيادة الشيخ إبراهيم اللقاني اللقاني الذي ترك بصمة واضحة في مجال التربية والتعليم حتى يومنا هذا. كما برز بها الأدباء والشعراء مثل الشاعر أحمد شوقي الذي أمضى جزء كبير من طفولته وسط بيئة ثقافية مفعمة بالأدب والفكر الحر.

واليوم، تعدّ مدينة الزقازيق واحدة من مراكز محافظة الشرقية الرئيسية ويقطنها ما يقرب نصف مليون نسمة حسب آخر تعداد للسكان. وهي تضم مؤسسات حكومية وتعليمية متعددة، بما فيها جامعة الزقازيق وجامعة قناة السويس بالإضافة لتعدد جامعات خاصة أخرى تساهم جميعها بدور محوري في تطوير التعليم والبحث العلمي داخل وخارج حدود البلاد.

وفي النهاية وليس آخراً، فإن زيارة مدينة الزقازيق تعتبر فرصة ثمينة لاستكشاف عمق الحضارة والتاريخ المصري من منظور مختلف وممتع جنباً إلى جنب مع مشاهدة الجمال الطبيعي والأجواء الشعبية المحلية الرائعة. إنها كنوز خفية تستحق الاكتشاف حقاً!

التعليقات