تعد كوسوفو واحدة من الدول الأوروبية الواقعة في منطقة البلقان والتي تتمتع بتاريخ خاص وثري بالتقاليد الثقافية المتنوعة. وتقع هذه الجمهورية غير المعترف بها دولياً بشكل كامل شمال غرب يوغوسلافيا السابقة، تحديداً جنوب شرق أوروبا. تحدها كلٌّ من صربيا إلى الشمال الشرقي ومقدونيا الشمالية من الجنوب الشرقي بينما تشترك حدود بحرية مع الجبل الأسود عبر نهر إيبرو الصغير. كما أنها تتقاطع جغرافياً مع نهر درافا الشهير مما يجعلها نقطة وصل مهمة بين العديد من المسارات التجارية التاريخية.

تبلغ مساحة كوسوفو حوالي 10,887 كيلومتر مربع فقط وهي ما يعادل تقريبًا ضعف حجم مقاطعة جيليزنا في بولندا الغربية ولكن أقل بكثير من ولاية كاليفورنيا الأمريكية. تتميز تضاريس البلاد بأنها جبلية ومعظم سطحها مرتفع الأراضي بسبب وجود سلاسل جبلية متفرقة مثل أسيرة العصور القديمة "شكار"، بالإضافة لجبال شار بلاتيني التي تعد أعلى قمم المنطقة بنحو 2656 متر فوق مستوى البحر. هذا الموقع الفريد جعل منها مكان جذب للسائحين المهتمين برؤية المناظر الطبيعية الخلابة والتاريخ المحلي القديم الحديث أيضًا.

من الناحية السياسية، تعتبر جمهورية كوسوفو ذات سيادة منذ عام ٢٠٠٨، لكن الاعتراف الدولي لم يكن شامل حتى الآن؛ فالبعض مثل الصين وروسيا ودول أخرى ضمن مجموعة BRICS مازالت تعارض هذا الاعلان الرسمي للاستقلال وفق رؤيتها للأزمة القائمة هناك والتي ترجع لأسباب تاريخية واجتماعية غالباً متعلقة بالحروب والصراعات الإقليمية التي شهدتها تلك المنطقة خلال القرن الماضي وما قبله أيضاً. رغم ذلك فإن وضع الدولة الحالي مستقر نسبياً مقارنة بما مضى وهو امر يدلل عليه قبول الكثير من المنظمات الدولية لكيانها كممثل قانوني شرعي لشعبها أمام محافلهم الخاصة.

بذلك نجد ان موقع كوسوفو الاستراتيجي منحها دوراً هاماً بجوار دور ثقافي مميز يحاول الحفاظ عليه وسط تطورات الوضع السياسي العام في العالم.