تقع مدينة رأس سدر الخلابة ضمن محافظة جنوب سيناء بمصر، وتتميز بتراث تاريخي غني يعود للعصور الفرعونية والإغريقية والرومانية، مما يجعلها وجهة جذب للسياح المهتمين بالآثار القديمة. تغطي هذه المدينة الواسعة مساحة شاسعة تمتد لأكثر من 95 كيلومترًا على طول ساحلها، وهو ما يوفر بيئة مثالية للاسترخاء والاستمتاع بثراء الحياة البرية والبحرية.
تنقسم رأس سدر إلى ثلاثة أحياء رئيسية؛ الأولى هي وادي سدر وأبو صويرة، وهما موطن أغلب قبائل البدو القادمين من الصحراء المصرية، بينما يشكل المسلمون والمصريون المقيمون بالقرب من نهر النيل الغالبية السكانية لمنطقة "سدر" المركزية. وقد بلغ تعداد السكان بحلول عام ٢٠٠٦ أكثر من ١,٧٢٥ فردًا بشكل أساسي من أبناء تلك المجتمعات المتنوعة الثقافات.
تشتهر مدينة رأس سدر بشواطئ رمالها الناعمة اللامعة والنباتات البحرية النادرة، وهي مكان مثالياً لقضاء وقت هادئ بعيداً عن صخب المدن الأخرى. تضم أيضًا العديد من الفنادق والشقق المصممة خصيصاً لاستقبال الزوار الراغبين بمشاهدة المناظر الطبيعية الفريدة والحياة البحرية تحت الماء. وينجذب إليها هواة رياضات المغامرات مثل سفاري الصحاري وممارسة الرياضات المائية المختلفة.
قد شهدت رأس سدر اكتشافا نادرا للحيتان الهندية المنتمية لفصيلة الدلافينيات تعيش بين ثناياه، وقد وصل هذا الحيوان الضخم إلى هناك بعد رحلة طويلة عبر مضيق باب المندب قادماً من المحيط الهندي الكبير.
وفي حين تتزين ساحاتها الخارجية بروعتها الخلابة، إلا أنها ليست مجرد وجهة بحرية فقط؛ فهناك ينابيع ومعالم تاريخية فريدة تستحق الزيارة أيضًا. وعلى سبيل المثال فإن حمامات فرعون الموجودة جنوب المدينة تحظى بشعبية واسعة نظرًا لعرضها المذهل للأعمال الرسومية القديمة ولاستخدامها كمناطق استشفائية منذ القدم. وفي الجانب الآخر يوجد حمام آخر معروف بلونه الكبريتي يسمى عين رؤوس الدر حيث يصل ارتفاع درجات سخونة الماء فيها لحوالي ٢٠٠ درجة مئوية! ثم يأتي كهف المسيحيين القدماء والمعروف بفترة وجودهم فيه بدايةً من القرن الرابع ميلادية حتى نهاية القرن الخامس للتوجه للهروب ممن كانوا يسعون خلفهم آنذاك بإمبراطوريتها الرومانية الشرسة.
إن زيارة مدينة رأس سدر توفر تجربة سفر متكاملة تجمع بين جمال الشواطئ الرملية ونقاء المياه الفيروزية وبين روعة المعالم الأثرية والتاريخ المضطرد المستمر منذ آلاف السنين.