تقع منطقة مكة المكرمة جنوب غرب المملكة العربية السعودية، وهي تحتل موقعاً استراتيجياً مهماً لما لها من مكانة دينية ورمزيتها العالمية باعتبارها موطن الحرم المكي الشريف. تتميز هذه المنطقة بتاريخ طويل ومعالم ثقافية متعددة بالإضافة إلى تنوع طبيعي ساحر يجعل منها وجهة سياحية مهمة. تضم المنطقة خمس محافظات رئيسية هي جدة ومكة والطائف والليث ورابغ. كل محافظة تحمل خصائص فريدة تعكس تراثها الثقافي والتاريخي الغني.
محافظة جدة، الواقعة على ساحل البحر الأحمر، تعتبر ثاني أكبر مدن المملكة وأكثرها حيوية اقتصادياً وسياحياً. تشتهر المدينة بمينائها العريق الذي لعب دوراً محورياً في التجارة عبر القرون، كما أنها مركز تجاري حديث يعج بالنشاط الاقتصادي والثقافي. تضم العديد من المعالم السياحية مثل كورنيش جدة الشهير ومتحف الملك عبدالعزيز التاريخي وجبل القيلولة الذي يحظى بشهرة واسعة لموقعه الفريد مطلاً على البحر والمباني الحديثة للمدينة.
ومن جهة أخرى، تبقى مدينة مكة المكرمة رمز الأمة الإسلامية كونها مقصدا للحجاج والمعتمرين من مختلف أنحاء العالم سنوياً لأداء فريضة الحج والعمرة. رغم بساطتها الظاهرية، فإن لكل شارع وزاوية فيها قصة تستحق الاهتمام والتقدير. مسجد نمرة الواقع خارج حدود المسجد الحرام هو أحد الأمثلة البارزة على الهندسة العمرانية التقليدية ذات الطراز الإسلامي الأصيل. بينما يعد جبل عرفة الموقع الرئيسي للحجيج خلال يوم التروية وهو جزء أساسي من الشعائر الدينية التي يقوم بها ضيوف الرحمن أثناء رحلتهم الروحية.
بالانتقال نحو الداخل قليلا، نحط الرحال عند محافظة الطائف الجميلة والتي تعرف باسم "جنة الأرض". تعد هذه المحافظة ملاذاً هادئا محاط بجبال شاهقة وغابات خضراء كثيفة مما جعل منها منتجعاً صيفيا شهيرا منذ القدم حتى اليوم. تتعدد هناك الأماكن الطبيعية الخلابة كمتنزه الشفا وحديقة الملك فهد وغيرهما الكثير حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالمناظر الطبيعية والاسترخاء وسط هدوء المكان ونقاء هوائه.
وفي الجنوب توجد محافظة الليث، وهي إحدى المناطق البدوية القديمة التي حافظت على أصالتها وعادات سكانها الأصلين الذين يعمل معظمهم كمزارعين ومربي ماشية وفق نمط حياة تقليدي بسيط تم توارثه للأجيال المتعاقبة. تنتشر حول هذه المحافظة مناطق ريفية تحفل بجمال الصحراء وآثار الماضي القديم مما يجذب هواة التاريخ واستكشاف الجمال الطبيعي النادر.
وأخيرا وليس آخرا يأتي دور رابغ الشمالية المطلة مباشرة على شواطئ البحر الأحمر. تتمتع بصناعة بحرية نشطة مع وجود ميناء عميق عمق كبير يستخدم لنقل البضائع التجارية بشكل مستمر إضافة لتاريخ بوادي فاطمة الذي يرجع للعصور الإسلامية الأولى ويعرض طرق الحياة القديمة لسكان تلك الفترة الزمنية.
هذه المحافظات الخمس تساهم جميعها بتشكيل صورة نابضة بالحياة لمنطقة مكة المكرمة الغنية بالتراث والثقافة والحياة البرية المتنوعة المناسبة لقضاء وقت ممتع سواء للسائح المحلي أم الدولي.