نجد، تلك المنطقة الواسعة والمترامية الأطراف في قلب شبه الجزيرة العربية، والتي تعتبر جزءاً مهماً من المملكة العربية السعودية اليوم. تقع هذه الهضبة الضخمة في وسط البلاد، وتمثل أكثر المناطق شهرة بتاريخها الغنى وملوكها القدماء مثل مملكة كندة وبني حنيفة وغيرهما. تمتد نجد لتضم الآن مناطق رئيسية عدة بما فيها العاصمة الرياض وجارتها القصيم وحائل والنصف الشرقي لمكة المكرمة وحتى حدود شمال شرق المملكة.
يتميز مناخ نجد بالحرارة القاسية خلال فصل الصيف حيث ترتفع درجات الحرارة لأعلى مستوياتها بينما يشهد الشتاء بروداً نسبياً خاصة عند غروب الشمس. تتفاوت كميات الأمطار سنوياً لكنها تستقطب اهتمام السلطات المحلية لتنظيم سيول المياه المتكررة عبر بناء السدود الاستراتيجية. ورغم أنها ليست معتادة على الثلوج إلا أنها تساقط أحياناً في المناطق الشمالية أثناء الأشهر الباردة. تشغل تضاريس نجد أساساً شكل هضبي محدودة بعض المرتفعات كالمنخفض التدريجي نحو الشرق بداية بجبل حضن ثم الدهناء حتى ربع الخالي جنوباً وجبال الحجاز غرباً وعسير جنوب غرباً.
ويتنوع سكّان نجد بين المدنيين والبداويين. فالأولون هم المقيمون الدائمون وهم الأكثر عدداً منتشرين بشكل خاص بالعاصمة وضواحيها المختلفة إضافة للأفلاج وغيرها من البلدات المعروفة. ثانياً يأتي البدويون الذين يقصدون صحرائها بحثاً عن الرعي والتجوال بحرية قبل دخولهم مرحلة التحضر الحديث.
ومن بين خصائص ثقافة نجد أيضًا مطبخها الأصيل والذي يشتهر بأطباق شعبية متفردة منها "المثلوثة" و"الجريش". ولا يفوت المرء تجربة "المرقوق" الشهير هناك كذلك العديد من الوصفات التقليدية الأخرى ذات الأصل النجدي أمثال "القرشاني" و"المطازيج". كما تمتلك الحلويات رائحتها الزكية المسكية بمذاقات فريدة تتمثل بكعك "الكليجة" الشهير وكوبريكوسوس المصري المنوع بطعم "الحنيني".
هذه فقط لمحة موجزة عن عمق تراث واحتفالات أهل منطقة نجد التي تعد أحد أهم وأبرز المواقع التاريخية والثقافية بالمملكة العربية السعودية.
