مدينة وعد الشمال، التي تقع ضمن حدود منطقة الحدود الشمالية بالمملكة العربية السعودية، تعتبر واحداً من المشاريع الاقتصادية الكبرى التي تهدف لدعم قطاع الثروات الطبيعية والزراعية والصناعية. أسند أمر بناء هذه المدينة المتكاملة إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في العام ٢٠١٢ م، ودعمت بشكل كبير شركة "المعادن" لتحقيق هدفين رئيسيين؛ هما تعزيز مكانة المدينة كوجهة رائدة لصناعة الفوسفات والفوسفاتيين، والاستفادة المثلى من مواردها الجغرافية الهائلة والتي تمتد لمساحة تقدر بحوالى ٤٤۰ كم².
في خطوة هامة نحو تحقيق رؤيتها الطموحة، خصصت الحكومة ميزانية ضخمة قوامها ١,۵ مليار ريال لتوفير البنية التحتية اللازمة للسكان العاملين بها بالإضافة إلى الخدمات الأساسية الضرورية للتطور العمراني والإداري. ويبدو هذا الدعم الحكومي الكبير واضحاً عندما نعلم بأن أحد المشاريع الرئيسية هناك يتمثل بإنشاء شبكات كهربائية وسكة حديدية لنقل المواد الخام وتسهيل الوصول إليها.
تهدف مدينة وعد الشمال أيضاً لاستقطاب مختلف أنواع الصناعات بما فيها تلك المرتبطة بصناعة مواد البناء والأسمدة الكيميائية وغيرها الكثير. ويتضح حرص المسؤولين عليها عبر منح العقارات الخاصة لهذه المصانع بموقع استراتيجي يغطّي مساحات واسعة قدرها ست ملايين متر مربع خلال مرحلة توسيع المنشآت الابتدائية فقط! تشمل اهتماماتها أيضًا القطاعات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة جنباً إلى جنبٍ مع التركيز على استخدام الطاقة الشمسية والتكنولوجيا الحديثة وصناعة البيوت المحمية وغير ذلك مما ينسجم ومتطلباتها المستقبلية.
ومن أبرز مشاريعها مشروعِ 'معادن' الخاص باستخراج الفوسفات والذي حققت منه عائدات تجاوزت سعر ٢۸ مليار ريـال فيما يصل نواتجه السنوية حالياً لأكثر من ۱۲٫۶ مليون طن سنوياً تتضمن منتجات مختلفة كالفوسفات الأحادي والأسمدة المركبة وحامض الفسفوري النقي وكذلك كبريتات الكالسيوم. وكان لذلك أثره أيضا فى بناء نظام نقل حديث مرتبط بطريق سريع تربطه بالقناة الرئيسية بالسكة الحديدية مما جعل موقعه مميزا أكثر وسط المنافسة العالمية.
بهذا تكون مدينة وعد الشمال نموذج رائع لما يمكن تحقيقه حين تجمع الرؤى الوطنية المدروسَة مع امكانيات الموارد المحلية وتمويل الدولة لبناء مجتمع عصري ذو أساس ثابت قادر على مواجهة تحديات العالم الحديث والحفاظ على الريادة فيه مستقبلا.
