مدينة نابلس ومكانتها الريادية بين المدن الفلسطينية

التعليقات · 2 مشاهدات

تتمتع مدينة نابلس بموقع استراتيجي مركزي في الضفة الغربية، مما جعل منها مركزاً اقتصادياً رئيسياً وفلسطينياً. يعود تاريخ نابلس إلى آلاف السنين، حيث تغير

تتمتع مدينة نابلس بموقع استراتيجي مركزي في الضفة الغربية، مما جعل منها مركزاً اقتصادياً رئيسياً وفلسطينياً. يعود تاريخ نابلس إلى آلاف السنين، حيث تغير حكمها وانتقلت تحت سيادة مختلف الدول عبر القرون المتلاحقة. سواء كانت تسمى "نيابوليس" أيام الحكم الروماني قبل الميلاد، أو "نابلس" كاسم عربي مستمد من الاسم البيزنطي القديم، إلا أن هويّتها المحلية ظلت ثابتة لم تتغير بتغيرات الزمن وظروف الاحتلال. اليوم، تعدُّ مدينة نابلس محوراً ثقافياً واقتصادياً هاماً لفلسطين ولشمال الضفة خاصةً؛ فهي تضم أهم الجامعات والمعاهد الأكاديمية التي تقدم تعليم عالي المستوى لسكان المنطقة المجاورة لها.

تضم مدينة نابلس نفسها -التي تبلغ مساحتها نحو ٨٥ كم²- أكثر من ثلاثماية ألف مواطن فلسطيني وفق آخر تعداد رسمي أجراه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني سنة ٢٠١٠ ميلادي. ولكن عندما نتحدث عن منطقة نابلس بشكل أشمل، بما يشمل البلدات والمدن الصغيرة الواقعة ضمن نفوذها الإداري والمستقل عنها جغرافياً، فإن عددهم يصل لحوالي نصف مليون شخص تقريبًا، موزعون بالتساوي نسبيًا بين مناطق حضرية وريفية. ويُذكر هنا جزءٌ صغير جدًا لكن مهم جدًا أيضًا من تلك المجتمعات وهو اللاجئون الذين يقيمون داخل مخيمات مؤقتة تابعة للأمم المتحدة ضمن حدود المدينة وحدود محافظةها كذلك! إذ يؤوي أكثر من ثلاثة وعشرين ألف ناخب هؤلاء اللاجئين وهم يساهمون بدور كبير وسط مجتمع مضيف غيور عليهم وعلى حقوقهم المشروعة واستقلال بلدهم المسلوب منذ عقود طويلة.

ويرجع السبب الرئيس لتلك الهجرة المكثفة إلى نابلس سابقا لعوامل متعددة اجتماعية وغوثية وغيرها معا وليس فقط لأسباب سياسية مرتبطة بالحرب العربية الإسرائيلية الأولى ولا حتى للحروب التالية مباشرة والتي أتبعوها.. إنما أيضا بسبب توفر فرص العمل والإنتاج المرتفع نسبيا بمقارنته ببعض المناطق الأخرى ذات الظروف الأمنية الخطيرة... فتزايد طلب العمالة وسهولة التنقل نسبيا بالنسبة لنابلس تحديدا ساهموا بجذب المزيد من المغتربين إليها وكذا بعض النازحين داخليا نتيجة لذلك النزوح القسري الكبير خارج الوطن أصلاً.... وهكذا أثبتت Napier مكانة خاصّة ليس فقط كالبوابة الرئيسية للتجارة والصناعة بربوع فلسطين كلها وإلى ما بعد الحدود فعليا وإنفاق حركة مرور البضائع باتجاه الجنوب مثالا بارزا على ذلك الأمر حديثاً ، ولكن أيضا كونوا بيئة جاذبة للسكان المقيميين الحاليين والقادمين لاحقا وجدا !! وكذلك شهدت مدينة نقابة تطورات كبيرة خلال العقود الثلاثة المنصرمة ودخل الكثير أفراد المجتمع الحديث إليها وبالتالي ارتقى مستوى المعيشة هناك عموما وزادت الخدمات العامة وتنوع نشاطاتها التجارية وصارت مصدرا مهما لبقية مدن الضفة الشرقية الاخرى ..

وفي ضوء الواقع السابق ذكره آنفا يمكننا فهم ارتباط موقع Napier الاستراتيجي الوثيق بثراء المنطقة التاريخي والثروات البشرية الموجودة لديها والذي يعد أحد عوامل ازدهار التجارة والاستقرار الثقافي بها وتحقيق مكانتها الاقتصادية الخاصة بغرب آسيا كوحدة سكانية مستقلة بذاتها وشعبية ومعبرة عن هويتها الفريدة وتمسك شعبها بالأرض والعادات والتراث العمراني المستدام الذي ظل محافظا عليه وهناك يُشكل رمز مقاومة ضد سلطات الاحتلال الطاغية منذ قرن ونصف قرن تقريباً!!

التعليقات