بلدية شلغوم العيد: تاريخ غني واستقرار اقتصادي واجتماعي في قلب ولاية ميلة بالجزائر

التعليقات · 1 مشاهدات

تشتهر بلدية شلغوم العيد الواقعة في ولاية ميلة شمال شرق الجزائر بتاريخ غني يعكس روائع حضارية متنوعة ابتداءً بالحضارة الشعافية. وهي الأكبر بين البلديات

تشتهر بلدية شلغوم العيد الواقعة في ولاية ميلة شمال شرق الجزائر بتاريخ غني يعكس روائع حضارية متنوعة ابتداءً بالحضارة الشعافية. وهي الأكبر بين البلديات الثلاثة الرئيسية في المنطقة إلى جانب مدينة عين الملك وواد العثمانية. تشير الأبحاث التاريخية إلى توغل الرومان والإسبان والإفرنج عبر تاريخها الطويل المرتبط بوادي الرمال.

تلقت شلغوم العيد اسمها الحديث نسبة إلى شهيد جزائري يدعى عيد شلغوم ينحدر من منطقة "دار عين العجيزة" المحلية. وفيما مضى خلال فترة الاحتلال الفرنسي، عرف السوق المحلي باسم Château-Dune de Sable قبل تغيير الاسم لاحقا عقب حصول الجزائر على استقلالها عام ١٩٦٢.

تغطي شلغوم العيد مساحة تقدر بـ ٢٥٨٫١٨ كم² مما يجعلها واحدة من أكبر المناطق المسكونة بالسكان ضمن حدود ولايتها الأم؛ حيث سجلت تقديرات سنة ٢٠٠٨ تعداد للسكان يصل لحوالي ٨٢٬۵۶۰ فرد بكثافة سكانية وسطية بلغ قدرها ۳۲۰ ألف نسمة لكل كيلومتر مربع. ويتمثل هيكل السكان أساساً بثلاث مجمعات عشوائية رئيسية هي حي الرياض المعروف بابن ديدوش وعبدالله باشا ومجمع قصر الفروسية (حي البشير). كما تضم مناطق سكن عمومي مثل مدينة الأقزام وحيي شهداء الوطن وهوار بن مالك.

وتتفرد شلغوم العيد بموقع متميز كونها بوابة الشرق للولاية وكانت محطة مهمة لمختلف القوافل التجارية لأكثر من قرنين سابقاً ومعبراً نحو الداخل الأفريقي وجنوب أوروبا أيضًا نظراً لقربها الجغرافي بإقليم جيجل والتلال المغروسة بالأراضي الزراعية القريبة منها التي تدعم نمط حياة أهل تلك المنطقة وتعطي انطباعاً بارزا لالتزام الحياة الريفية التقليدية هناك والتي تعتمد بشكل رئيسي على منتجات حرفها اليدوية مثل نسج الصوف والنساجين القدماء الذين حافظوا لعشرات السنوات على مهنة أسلافهم حتى يومنا هذا! ولكن يبقى الجانب الأكثر تميزا لصدارة بلدة شلغوم العيد دوره الاقتصادي الضخم خاصة فيما يتعلق بصناعتها التقليدية الحديثة والمتنوعة التي تنوع بين مطاحن الأعلاف والآلات المخزنية وغير ذلك الكثير مما جعل لها مكانة مميزة لدى المنافسين المتداولين داخل المشهد العام للاقتصاد الوطني الجزائري. بالإضافة لذلك فهو مركز جذب للشركات العقارية والاستثمارية الجديدة الرائجة مؤخراً لتأسيس شبكة واسعة من المطاعم السياحية والفندقية ذات المستويات المختلفة بما يحقق تناغم ملحوظ مع الطبيعة البدائية المتمثلة بغاباتها خصيبة وسهولها الفيضية وكروم التين والشوك المنتشرة حول محيط القرية وصعود اضلع جبل بئر الطاهر المطل عليها جميعها .

وقد أثمرت ثرائها الإنتاجي وجودة تربتها الخصبة وغزارة موارد المياه بها عن ظهور مجموعة هائلة ومتجددة باستمرار من خيارات الاكتشافات الغذائية والنباتات دارجة أصالة الأصل تتضمن أشجار الحمضيات والحبوب والبقوليات وما إليها..

لقد حملت أرض تلك المقاطعة الكثير من أعلام الشخصية المؤثرين الذين تركوا بصمتهم سواء أثناء سنوات الحكم الفرنسي كالسياسي جان باتيست ميلارد أو الجنرال شارلز ديغول وكذلك مواطنيها المولد أمثال عالم الفلك الدكتور عبدالرزاق الصحراوي مخترع الشمس الكهربائية العملاقة التي تغذي العاصمة حالياً...

التعليقات