معلومات عن مدينة قيسارية: تاريخها وثقافتها وأحداثها الدرامية

التعليقات · 2 مشاهدات

مدينة قيسارية، الواقعة جنوب مدينة حيفا الفلسطينية، تتميز بموقعها الاستراتيجي على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، مما جعلها ميناءً هاماً عبر العصور. تعود ج

مدينة قيسارية، الواقعة جنوب مدينة حيفا الفلسطينية، تتميز بموقعها الاستراتيجي على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، مما جعلها ميناءً هاماً عبر العصور. تعود جذورها التاريخية إلى الفترة الهلنستية، حيث بناها الملك اليهودي هيرودس الكبير حوالي عام 22 قبل الميلاد وسماها "قيصرية"، تيمناً بالإمبراطور أغسطس قيصر. لكن المنطقة كانت مأهولة بالسكان الكنعانيين قبلاً الذين عرفوها باسم "برج ستراتون".

على مدى قرون، شهدت قيسارية ازدهاراً كبيراً أثناء الحكم الروماني ثم البيزنطي، حتى أصبحت مركزاً رئيسياً للنشاط التجاري والثقافي المسيحي بحلول القرن الثالث ميلادي. تشير الإحصاءات السكانية إلى أنها كانت موطن لأكثر من 3,400 شخص متنوع الأعراق والمذاهب الدينية بحلول العام 2006، بما في ذلك مجتمعات يهودية وعربية ومسيحية.

من أهم المعالم الأثرية في هذه المدينة القديمة، القناة العليا والقناة السفلى ورصيف الشحن القديم ومسرح مفتوح بالإضافة لسلسلة طويلة من مباني الحفظ والسور الحامي ذو الأصول الرومانية والبيزنطية. رغم ثراء تاريخها الثقافي والحضاري الغني، فقد تعرضت قيسارية لتغيرات جذرية نتيجة الاحتلال الإسرائيلي خلال النزاع العربي الإسرائيلي. وفقاً للسجلات التاريخية، فإن الهاجاناه نفذت أول عملية تطهير عرقي ضد سكانه العرب في فبراير/ شباط سنة ١٩٤٨م بقوة الوحدة البرمائية الخاصة بهم والتي اجتاحتهم بالقوة ودمرت العديد من المنازل وقتلت بعض الأفراد فيما فضّل الآخرون الرحيل خوفاً. وبحلول العشرين من نفس الشهر، تم تدمير معظم المدينة بتفجير قوي تسبب في انهيار أكثر من ثلاثين منزل وسقط عشرة آلاف فلسطيني شهيداً تحت التعذيب والمعاملة الوحشية حسب شهادات الشهود ممن بقوا أحياء آنذاك.

هذه الحوادث المؤسفة تركت بصمتها الضارة على مجرى الحياة اليومية للسكان المحليين وعلى تاريخ الموقع نفسه إذ تحولت حالاته لاحقاً لمخلفات مدمرة قائمة بذاتها توضح الآثار الجانبية للأعمال العدائية العنيفة تلك فتظهر لنا بذلك مراسيم الماضي المشؤومة لحاضر محزن تنخر فيه الحقائق الجاثمة خلف الجدران المهترئة وشواهد الأحجار المبنية حديثًا فوق ركام الزمان المنسي!

التعليقات