ويرجع اسم "جبل النار" إلى التاريخ الغني لنابلس، إحدى كبريات مدن الضفة الغربية بفلسطين المحتلة، والمعروفة أيضًا باسم دمشق الصغيرة. تبعد هذه المدينة الاستراتيجية نحو خمس وستين كيلومترًا جنوب غربي القدس؛ تغطي مساحة قدرها ٢٩ كم² فقط، لكن ثرائها السكاني عظيم إذ بلغ تعداد ساكنيها أكثر من ثلاثمئة وأربعون ألف نسمة بحلول العام ۲۰۱۰ حسب آخر احصائيات جهاز الإحصاء الفلسطيني. تعتبر نابلس المركز الرئيسي لمكاتب أغلب جامعات البلاد الأكاديمية، وموطنا لعشرات الباحثين والأدباء والمفكرين عبر القرون المختلفة. تضم المنطقة الواقعة حول المدينة نفسها سبعًا وخمسين بلدة وتوابع حضرية كثيفة.
تشكل الطبيعة المناخية لموقع نابلس المتميزة أحد عوامل جذبها الرئيسية للسكان المحلين والعابرين منذ القدم؛ فهي تندرج تحت التصنيف المعروف بالمناطق ذات البيئة المتوسطية معتدل الحر الشديد، بارد نسبياً خلال فصل الخريف والبرودة المصاحبة له في بداية الربيع، ورطب باستمرار نتيجة هطول الامطار وفصل الشتاء المطير بشكل خاص والذي يؤدي بدوره لتغذية منابع مياه آبار ومياه جر المياه الجوفيّة بالأسفل. إن رواج اقتصاد الثقة بالنفس يعكس مكانتها التجارية وصناعية بارزة قبل انتصار قوات الاحتلال الإسرائيلي عام ١۹٤۸ ، والتي تعد موقعها الملائم مصدر أساس لها إضافة لأسباب أخرى كتوافر موارد طبيعية الغلات زيتونية ومنتوجاتها الأخرى كالرمان واللوز وغيرهما. كذلك ازدهرت حرف صناعيه متنوع شامل منتجات معدن قشور جلد جلد حيوان لإنتاج مواد جلديَّة وحرف تبديل الملابس والسجاد والفخار وعرض مصنوعاته من المواد الكيميائية فضلا عن تصنيع عديد أنواع التركيبات الحلويات الوطنية كأساس إنتاج قطائف وكنافت فلسطينية أساسية. وقد كانت مجال تجربة وإبداع فعال أيضا لشخصيات مؤثرة تركوا علامة فارقة مفيدة لفلسطين منها لعل أشعر شعراء شعبها الروائي ابراهيم توق وأن دورانه المستمرة ضد سلطات الانتداب البريطاني والدفاع عنها, فيما عرفت اختها المؤلفة فدوي بمجددي الشعر العربي الحديث -كما يُطلق عليها-. أما بالإدارة السياسية فالاسم يرجع لرئيس وزارتي المملكة الهاشمية الأردنية السابق طاهر بن محمد مصري ونوابه الأخوين الرئيسيين توفيق عبد الرحيم عبد الله والإمام الدكتور سليمان أبو زيد آل صبح