- صاحب المنشور: طيبة الرايس
ملخص النقاش:
لقد أصبح التفاعل مع التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للعديد من الأفراد، خاصةً بالنسبة للأجيال الشابة. هذا الاتجاه يشكل تحديًا كبيرًا للنظام التعليمي التقليدي الذي قد يجد صعوبة في مواكبة وتطبيقات وتغيرات مجال التكنولوجيا بسرعة كافية. هذه المشكلة تعرف باسم "الفجوة الرقمية"، وهي تشير إلى الاختلاف الكبير فيما يتعلق بالمعرفة والتطور التقني بين مختلف الأجيال.
تُظهر الدراسات الحديثة أن الطلاب الذين نشؤوا محاطين بالتكنولوجيا ووسائل الإعلام الجديدة غالبًا ما يتمتعون بفهم أفضل لتلك الأدوات مقارنة بأولئك الذين جيل آباءهم وأمهاتهم لم يعرفوها إلا بعد سنوات عديدة. بينما يمكن لهذه المعرفة المتراكمة لدى الشباب أن توفر لهم حافة تنافسية في سوق العمل المستقبلي، فإن الفجوة رقميا تفتح أيضًا ثغرة واضحة بين المنهجين التعليميين القديم والحديث.
من الجانب السلبي للفجوة الرقمية، نرى أنها تؤدي إلى فقدان الجوانب الثقافية والأدبية التي كانت تُدرّس تقليديًا داخل المؤسسات الأكاديمية. حيث ينشغل العديد من طلاب اليوم باستخدام الهواتف الذكية أو الحواسيب المحمولة أكثر مما كانوا يقضونه بالقراءة للمطبوعات الورقية مثلا. كما أثارت زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قلقا حول تأثيرها على الصحة النفسية والعقلانية الاجتماعية.
في المقابل، تتمتع التكنولوجيا بنقاط قوة كبيرة عندما يتعلق الأمر بتوفير فرص التعلم غير المتوقفة. المنصات عبر الإنترنت مثل كورسيرا، إدكس وغيرها تقدم دورات جامعية مجانية ومفتوحة لجميع المهتمين. بالإضافة لذلك، تعمل أدوات البحث الآلية والثورة الصناعية الثالثة على توسيع نطاق الوصول إلى المعلومات والمعرفة بمستويات لم تكن ممكنة سابقا.
ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة ملحة لإعادة النظر في كيفية دمج التكنولوجيات الجديدة ضمن المناهج الدراسية الحالية بطريقة تعزز بدلاً من تقليل القيمة الكاملة للتقاليد التعليمية القديمة. إن الجمع بين هذين العالمين - العالم التقليدى للعلم والمكتبات والخرائط والخرائط العقلية والحافظات؛ والعالم الحديث لأجهزة الكمبيوتر والإنترنت والبرمجيات – هو المفتاح لتحقيق توازن فعال يحقق العدالة ويحسن نوعية العملية التعليمية.
الوسوم المستخدمة:
*
: الفقرات العادية.
*
