تُمثل جمهورية الفلبين، الواقعة في جنوب شرق آسيا، صورة حية ومتنوعة تتمثل في كونها أحد أكثر الدول اكتظاظًا بالسكان ضمن دول العالم. وفقًا لأحدث البيانات المتاحة, فقد بلغ العدد التقريبي لسكان البلاد بحلول نهاية العام الماضي حوالي ١٠٨ مليون شخص تقريبًا. هذا الرقم ليس مجرد رقم ثابت؛ بل إنه انعكاس ديناميكي لتوازن بين معدلات الولادة الانخفاض الطفيف ونسبة الزيادة الطبيعية البالغة ۰٫۹٪ والتي تؤثر بها عوامل مختلفة بما فيها توجهات الصحة والتطور الاقتصادي وحالة الأمن الاجتماعي والثقافي المحلية.
ومن الجدير ذكره هنا بأن تركيب السكان الديموغرافي للفلبين يحمل طابعًا مميزًا بطبيعته الاستيطانية. إذ تشكل مناطق العاصمة الكبرى "ميترومانا" وما حولها -والتي تضم مدنًا مهمة كالقدس الجديدة كويزون وسانتا روزا وغيرها الكثير– قلب الحياة اليومية الأكبر والأكثر نشاطًا لهذه heterogenous populatio . وهكذا فإن المناطق الحضرية تمثل المركز الأنسب لدراسة التأثيرات الاجتماعية والتوزيع الطبقي للسكان هناك.
ولعل الطبقة العمالية المثقفة في تلك المنطقة تحديدًا تلعب دورا محوريا في اقتصاد البلد نظرًا لحجم مساهمتهم فيه بنحو كبير نسبتها إلى اجمالي النشاط الاقتصادي بمختلف القطاعات والمشارب المختلفة له سواء كانت زراعة أم تجارة أم صناعة ماهرة حتى تحويل مجاري المياه وإدارة الخدمات الاساسية الأخرى المرتبطة بهم جميعا
كما ينفرد نموذج تنمية المجتمع الفلبيني بتوجيه اهتمام خاص تجاه تنمية التعليم والصحة العامة لكل أفراد مجتمعاته بغرض رفع مستوى المعيشة مما ينتج عنه زيادة مستدامة لمستويات القوة الشرائية لدى المواطنين وهو الأمر الذي يعود بالنفع الكبير عائدات كبيرة للاقتصاد القومي ككل وذلك وفق رؤية واضحة تسعى نحو تحقيق نهضة شاملة تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الملحة للملايين ممن يحتلون مكانهم الآن داخل حدود هذا الوطن الغني بالموارد البشرية والنباتية والمعادن الثمينة أيضًا.
---end---