تقع محافظة بيشة، وهي إحدى محافظات منطقة عسير بالسعودية، في قلب مملكة تاريخ وحضارة عميقة الجذور. تتمتع هذه المنطقة بموقع جغرافي متفرد يشكل لوحة طبيعية خلابة تجذب عشاق الاسترخاء والسياحة البيئية. تضم محافظة بيشة مجموعة من التكوينات الجغرافية المتنوعة بما فيها سهول خصبة وجبال شاهقة وأودية جذابة، مما يعكس تنوعاً بيولوجياً فريداً.
على رأس معالم بيشة الطبيعية البارزة يأتي "جبل الصايرة"، هذا العملاق الأبيض الذي يبدو وكأنه يندمج بسلاسة مع جبال المنطقة السوداء. يُعتبر هدوء المكان وسحر مناظر الطبيعة فيه عامل جذب رئيسي للسائحين الذين يسعون للاستجمام وسط روائع خلق الله. توفر بيئة جبل الصايرة ملاذاً مثالياً لكل هواة الهواء الطلق وممارسي رياضة المشي لمسافات طويلة.
بالإضافة إلى جمالها الطبيعي، تحتفظ محافظة بيشة بتاريخ طويل ومزدهر يتضح عبر العديد من الآثار والمواقع الثقافية المهمة. أحد أبرز هذه المواقع هو وجود رسومات ونقوش صخرية كثيرة تمثل أدلة قيمة حول حياة الإنسان القديم في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام وبعده. كذلك، تعد المدينة ملتقى طرق للحجاج والتجار منذ القدم، وقد كشفت الدراسات عن ثلاث مسارات تاريخية كانت تربط الجنوب بالنورث خلال فترة ازدهار القوافل التجارية.
كما تعتبر بيشة مركزاً مهماً للموارد المعدنية بسبب موقعها داخل درع الجزيرة العربية. هنا، يتم التنقيب عن ذهب وبريليوم وغيرهما من المعادن النفيسة التي لعبت دور حاسم في بناء حضارات المنطقة وصناعة تاريخها الاقتصادي والثقافي.
وبالنسبة لمبانيها التقليدية والحصون العسكرية، فهي تحمل بصمة الماضي وتذكر بتلك الأيام عندما كان الدفاع عن الأرض مطلب أساسي لحماية المجتمعات المنتشرة في مختلف مناطق المملكة. قلعة الثغر وقلعة الرقيطاء هما مجرد أمثلة قليلة على مثل هذه التحف الهندسية الرائعة.
وفي النهاية، ليس هناك شك بأن ثقافة محافظة بيشة وزراعتها اليانعة وإمكانياتها السياحية الهوائية - كل ذلك مجتمعاً - يجعلها واحدة من أهم المقاصد السياحية في الشرق الأوسط.
