بنغالور، التي تعني "غابة البن"، ليست مجرد مدينة ذات تاريخ غني وثقافة نابضة بالحياة؛ بل إنها أيضاً مركز اقتصادي رئيسي يزاوج بين التقليد والتقدم. تمتد هذه المدينة الواقعة جنوب غرب الهند على مساحة هائلة تقارب 709 كيلومتر مربع، وهي بذلك تكفي لاستيعاب أكثر من ثمانية ملايين شخص وفق آخر تعداد سكاني رسمي أجري عام 2011. وعلى الرغم من كثافتها السكانية المرتفعة - والتي تصل إلى نحو ١٢ ألف نفس لكل كيلومتر مربع واحد فقط- إلا أنها تتميز بمناخ استوائي مميز يتميز بالرطوبة والدفء المستقر خلال معظم العام.
يمثل الطقس في بنغالور مزيجاً فريداً حيث يشبه المناخ الصحراوي الاستوائي للسافانا، وهو ما يعني أنه اعتدال ملحوظ عبر الفصول المختلفة باستثناء فترة قصيرة في الصيف عندما ترتفع درجات الحرارة بشكل طفيف لكن ليس بدرجة كبيرة بما يكفي للتسبب بالإزعاج الشديد. ينعم سكان المنطقة بفترة برد خفيف جداً تستمر حتى بداية الربيع بينما تبدأ الأحوال الجوية بدخول مرحلة الانتقال نحو الدفء المعتدل نسبياً بين شهري فبراير ويوليو تحديداً.
وفي حين تسجل المعدلات القصوى للحرارة قيمة ٣٥ درجة مئوية كمتوسط سنوي، فقد شهدت المدينة ذروتها عند مستوى ٣٩٫٢ درجة مئوية مؤشرًا لحالات الطقس القاسية الناتجة عن ظاهرة المد الأحمر -النينو-. وفي المقابل، يسود جو بارد للغاية أثناء أشهر ديسمبر ويناير وحوالي يناير وفبراير أيضًا عندما يقترب المؤشر السلبي لمستويات الحرارة من الحدود المنخفضة للعلامة العشريني. بالإضافة لذلك تعدّ الأمطار جزء مهم من نمط حياة المجتمع المحلي فيما يعرف باسم 'موسم المطر' والذي يأتي مصحوبا بحركة رياح مدارية قادمة من اتجاهين أساسيين هما الشرق الجنوبي والشمالي الغربي مما يؤثر مباشرةعلى توقيت توافر الماء بغزارته تلك اللحظة بالتحديد.
وعلى خطوة أخرى للأمام؛ تحتل مؤسسات التدريس الجامعية مكانة مرموقة هنا نظرا لإنجازات عدة جامعات ومراكز أكاديمية رائدة مثل جامعة بي إس آر (PSSR) والمعهد الوطني المتخصص بتنمية القدرات الأكاديمية للمعلمين كما تجسدت رؤية المؤسسة الوطنية للاستشارات الصحية والعلم العصبي وغيرهما كثير داخل نطاق منطقة البحث العالمي والفكري سواء كانت متعلقة بإعداد كوادر إدارة الأعمال الحديثة كالذي تقدمه كلية إن إف تي أو تخصصيات الهندسة والإلكترونيات والدعاية الإعلانية بكلية التصميم بالأسلوب الحديث FDDI ،فضلاًعن ذلك نجحت مجموعة متنوعة من مراكز التعلم القانوني المشهورة عالميًا بإنتاج الخريجين الذين يعملون الآن ضمن مختلف القطاعات الحكومية الخاصة برعاية حقوق الإنسان والحريات العامة العامة بشكل خاص .بالإضافة لما تقدم يعد موقع باتشابيلي الواقع شرقي العاصمة موقع مذهل جميع زوار البلاد نظرا لأنه يحتجز الكثير من المواقع الأثرية القديمة ويتكون معظم تراثه الثقافي الشعبي من بناء هياكل دينية رائعة مثل معبد سوميشوارا الشهير فضلاً عن وجود لوحات تحكي قصة أساطير أولوغازوروهات أخرى عديدة تحمل روح الفن الأصيلة لهذه الأرض الجميلة أما بالنسبة لسلسلة جبال ناندي هاي فهي تجمع كافة أشكال الحياة البرية وسط محمية طبيعية خلابة تغطي مساحتها حوالي ستمائة والخمسون نوع مختلف تماماً عما ذكر سابقا حيث توفر فرص مشاهدة الحيوانات بكل حرية وكأنها ملك خاصة للعائلة الإنسانيه هناك أيضا نصب تذكاري كبير يسمى التمثال الرخامي الضخم لأله الشمس سوريا(Surya Samudhra) الذي صنعه المهندسون المهرة منذ قرونا مضت. ومن الجدير بالذكر كذلك وجود متحفين اثنين يستحق زيارتها نظرًا لاحتوائهما قطع اثريه نادره وتعكس مدى عمق التأثير الثقافي لهؤلاء الناس وهم المتحف البلدي والمكتبة المركزية الرئيسية بالمؤسسه الأوروبية الأوروبیہ .وهكذا تبقى المدينة رمزاً حيويًا دائم النماء بمكانتها العالمية كونها نقطة جذب جاذب لكافة الحرف والشعارات المتنوّعة بلا حدود ولا حدود ولا حدود ولا نهائيَّة!
