شتوتغارت هي واحدة من أكثر المدن جاذبية وحيوية في ألمانيا، وهي معروفة عالميًا كمركز رئيسي لتصنيع السيارات. ولكن ما يجعل هذه المدينة فريدة ليس فقط تاريخها الصناعي الغني، بل أيضًا جمالها الطبيعي وتنوع ثقافتها وحياة أهلها الاجتماعية. تقع شتوتغارت في ولاية بادن فورتمبيرغ جنوب غرب ألمانيا، بالقرب من نهر النيكار، مما يوفر خلفية خلابة للمدينة.
تاريخ شتوتغارت مليء بالأحداث المثيرة. تأسست لأول مرة كمقر أسقف عام 1219، وأصبحت فيما بعد مركزاً تجاريًا مهمًا خلال العصور الوسطى. ومع ذلك، فإن عصر النهضة الحقيقية بدأت مع عهد الملك فريدريك الثاني عشر في القرن الثامن عشر عندما تم إعادة بناء القلعة بشكل كبير وتحويل المدينة إلى نموذج حديث للبناء المدني. هذا الجهد الصريح للتحسين العمراني أدى إلى إنشاء العديد من المباني الباروكيّة التي لا تزال قائمة حتى اليوم مثل قصر نيوشن وغرفة البرلمان القديم.
ثقافة شتوتغارت متنوعة ومتجددة باستمرار. تُعد المدينة موطنًا لمجموعة واسعة من الأنشطة الثقافية، بما في ذلك المسرحيات والموسيقى والمهرجانات الفنية. أحد أشهر المعالم الثقافية هنا هو مهرجان "Stuttgarter Filmfestspiel"، وهو واحد من أهم مهرجانات الأفلام الأوروبية والذي يعرض مجموعة كبيرة ومختارة بعناية من الأفلام الجديدة والحائزة على جوائز كل عام. بالإضافة إلى ذلك، تضم شتوتغارت العديد من المتاحف الرائعة التي تعرض الفنون الجميلة والتاريخ المحلي والدولي والعلم والطبيعة.
حياة سكان شتوتغارت تتميز بأنها متوازنة بين العمل والترفيه. هناك الكثير من الحدائق العامة المنتشرة عبر المدينة والتي توفر فرص للاسترخاء والاستجمام وسط الطبيعة الخضراء. كما أنها تحتضن نظام نقل عمومي فعال للغاية ويعتبر مثالًا يحتذي به في جميع أنحاء العالم نظرا لتكامل الطرق البرية والجوية والبحرية فيه بطريقة سلسة ومنظمة.
أخيرا وليس آخرا، تعتبر شتوتغارت مركزا اقتصاديا حيويا بسبب ارتباطها الوثيق بصناعة السيارات العالمية. تعد عدة علامات تجارية شهيرة للأوتوموبيل مقرها الرئيسي فيها بما فيها مرسيدس بنز وبورش وبورشه ديزاين وغيرهم كثيرون. هذا التركيز الكبير على التقنيات الحديثة جعل منها وجهة استثمارية جذابة للشركات الناشئة والصناعات الأخرى ذات الصلة بالتكنولوجيا الحديثة أيضا.
هذه بعض الوجهات المثيرة للاهتمام للسائحين المهتمين بتجربة منظور جديد حول الحياة الألمانية خارج الدائرة الضيقة للعاصمة برلين.
