تقع مدينة تزنيت الجميلة وسط سلسلة جبال الأطلس الصغير في جنوب غرب المملكة المغربية، وهي جوهرة مخفية تجمع بين الجمال الطبيعي الغني بالتقاليد الثقافية الثرية وتاريخ غني يعود إلى القرون الوسطى. تعتبر هذه المدينة الصغيرة تحفة فنية فنية تعكس تنوع المغرب الفريد وثرائه الحضاري.
يمثل موقعها الاستراتيجي نقطة جذب رئيسية للسياح الذين يستمتعون بسحر طبيعتها الخلابة وجبالها الشاهقة والمزارع الواسعة التي تمتد حولها كخلفية خلابة لأفق المدينة المتعرج. كما أنها تعد مصدراً هاماً للقمح والشاي وزيت الزيتون وغير ذلك الكثير مما يجعلها مركزاً اقتصادياً مهما محليا ودوليا أيضا.
تاريخيا، كانت تزنيت تحت حكم العديد من الدول عبر العصور بما فيها الدولة المرينية والأدارسة والسعديين؛ كل منها ترك بصمة فريدة لا تزال مرئية حتى اليوم في فن العمارة المحلي والحرف اليدوية التقليدية مثل النسيج والخزف والمعادن المصنوعة يدويا والتي تميز المنطقة بشكل مميز وتمسك بها السكان المحليين بكل افتخار وحب للتراث القديم.
من المعالم الرئيسية التي تجذب الانتباه هناك قلعة تاكزيرت التاريخية المبنية بالحجر الأحمر القوي وقصر الباشا الذي يعكس براعة الهندسة المعمارية التقليدية خلال فترة الحكم العلوي للمغرب منذ القرن الثامن عشر وحتى بداية القرن العشرين. بالإضافة لذلك فإن سوق المدينة الشعبي "السوق الأسبوعي" يعد مكان مناسب لرؤية الحياة اليومية للمواطنين وعاداتهم وتبادل المنتجات المحلية الطازجة مع زوار المكان باحتراف واحترام متبادل للحفاظ على أصالة الروابط المجتمعية الراسخة لدى أهل تلك الأرض الطيبة .
وفي الجانب الديني والعمراني المتميز, تشكل مسجد محمد الخامس العملاق علامة بارزة تضفي رونقا دراماتيكيا على مشاهد المدينة الرائعة. هذا المسجد الضخم ليس فقط بمثابة موقع عبادة مهم ولكن أيضًا معلم ثقافي ومعلم تراثي يتمتع بإرث تاريخي عميق يؤكد مكانته الخاصة ضمن مباني العالم الإسلامي الشهيرة عالميًا. وفي نفس السياق يمكن ملاحظة وجود مجموعة متنوعة ومتكاملة من المدارس القرآنية القديمة تسمى "الكُتّاب"، والتي تساهم بدور حيوي ونشيط في نشر العلم والدين ولعب دور مؤسسات التعليم الأولى لتزويد الأطفال بالأدوات اللازمة للحياة المستقبلية الناجحة بما يتماشى مع قيم الدين الإسلامي ومبادئه الخلقية والإنسانية النبيلة.
ختامًا، تُعتبر مدينة تزنيت انعكاسًا حقيقيًا لقوة الماضي وإشعاع حاضر مغربي نابض بالحياة ومتطور دائمًا نحو مستقبل أكثر ازدهار وأمان واستدامة لكل أبنائها وبناتها الأعزاء.