تقع محافظة ظهران الجنوب في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة العربية السعودية، وهي واحدة من المحافظات الرائعة التي تحتضن تراثاً ثقافياً وإرثاً تاريخياً عريقاً يعود إلى العصور القديمة. تمتاز هذه المحافظة بموقعها الجغرافي الفريد بين سلسلتي جبال الحجاز وسروات ظهران، مما يجعلها مركزاً هاماً للتواصل التجاري والتبادل الثقافي عبر التاريخ.
تاريخياً، كانت منطقة ظهران الجنوب جزءاً مهماً من طرق التجارة التقليدية التي تربط شبه الجزيرة العربية بالدول المحيطة بها. ويُشير العديد من الآثار والأحداث التاريخية المكتشفة فيها إلى وجود حضارات قديمة مثل الداودي والصعبيين والهوازن الذين تركوا بصمة واضحة في المنطقة منذ آلاف السنين. تشهد معالم مثل قلعة بني سعد وقلعة الوشم ووادي بيشة على روعة الفنون المعمارية لهذه الحضارات وتنوع مظاهر الحياة الاجتماعية آنذاك.
من الناحية الطبيعية، تضم محافظة ظهران الجنوب مجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية الخلابة والموارد البيئية الثمينة. تتميز برسومات طبيعية خلّابة تتضمن بساتين النخيل الواسعة وأودية خصبة وشلالات متدفقة كشلال وادي حقيق وشلال وادي رماح الشهير. كما أنها موطن لأنواع نباتية وفطرية نادرة جعلتها وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والسفر الاستكشافي.
وتشتهر المحافظة أيضاً بتراثها الشعبي العريق الذي يتمثل في فنون الطهي والحرف اليدوية التقليدية. تعد مطابخ المنطقة بمثابة مرآة تعكس تنوع ثقافة أهل المنطقة وحكايات أيام مضت. تصنع نساء القرى مجوهرات تقليدية باستخدام مواد محلية كالصدف والخيوط الملونة، بينما يقوم الرجال بصناعة أدوات الزراعة التقليدية المصنوعة يدوياً والتي توارثوها لأجيال طويلة.
وفي الجانب التعليمي والثقافي، تسعى محافظة ظهران الجنوب لتقديم خدمات تعليم وجامعات تقدم مستوى عاليًا من الجودة الأكاديمية لجميع السكان المحليين. بالإضافة إلى ذلك، تستضيف فعاليات ومعارض ثقافية سنوية تبقي الروابط الثقافية قائمة وتعزز الهوية الوطنية للشعب السعودي بشكل عام.
هذه هي نبذة مختصرة عن تاريخ ومكانة محافظة ظهران الجنوب، تلك البقعة الجميلة ذات الجمال الطبيعي الخلاب والعادات والتقاليد المتأصلة منذ القدم.